أزمة الخليج- لبنان.. الكويت “تشدد” تأشيرات اللبنانيين ومبادرة عربية “خجولة”
لا تزال تداعيات الأزمة التي أشعل فتيلها وزير الخارجية اللبناني جورج قرداحي مع دول الخليج مستمرة، وسط الحديث عن مبادرة تقودها جامعة الدول العربية لاحتواءها، خاصة مع أنباء تتحدث عن إيقاف الكويت منح تأشيرات دخول للمواطنين اللبنانيين إلى أراضيها.
إذ نقلت صحيفة “القبس” الكويتية عن مصادر أمنية في البلاد، اليوم الأربعاء، أن وزارة الداخلية أوقفت إصدار جميع أنواع التأشيرات للبنانيين حتى إشعار آخر، مشيرة إلى أن القرار لا يشمل اللبنانيين الذين يملكون إقامات سابقة في الكويت.
توضيح كويتي
وأشارت الصحيفة إلى أن القرار يشمل إيقاف الزيارات بأنواعها (عائلية- سياحية- تجارية- حكومية)، إلى جانب تعليق منح إقامات العمل.
إلا أن وكالة “فرانس برس” نقلت عن مسؤول كويتي، لم تكشف عن هويته، أن القرار ينص على “تشديد” منح التأشيرات للبنانيين وليس إيقافها.
وأضاف أن القرار شفهي دون صدور تعميم رسمي بذلك، موضحاً أنه يخص إصدار التأشيرات السياحية والتجارية فقط.
ويأتي ذلك عقب أسبوعين من اندلاع الأزمة الخليجية- اللبنانية، على خلفية تصريحات صادرة عن وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، انتقد فيها دور دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، في حرب اليمن، معتبراً أن الحوثيين “يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي”، ما أثار غضباً خليجياً رسمياً ضده.
وزير الاعلام اللبناني #جورج_قرداحي يسيء للتحالف العربي، ويبرر استهداف الحوثيين للسعودية، أما آن للعقول ادراك، ان الدولة اللبنانية رهينة عند نظام ملالي ايران، وحزب الله الارهابي‼️
🔴ملاحظة : وجود شعيب دلالة على الجهة الصغيرة جدا جدا، التي تقف وراء كل استهداف للامارات والسعودية. pic.twitter.com/Mtc33jY6nu
— الدرع الاماراتي Ⓜ️🇦🇪 (@Emarati_Shield) October 26, 2021
وجاءت تصريحاته في مقابلة مع الإعلامي الكويتي شعيب راشد، ضمن برنامج “برلمان شعب”، تم بثها في الخامس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلا أن تاريخ تصويرها يعود إلى 5 أغسطس/ آب الماضي.
وفيما رفض قرداحي الاستقالة حتى الآن، فإنه برر تصريحاته بقوله:“ما قلته بأن حرب اليمن أصبحت حرباً عبثية يجب أن تتوقف، قلته عن قناعة، ليس دفاعاً عن اليمن ولكن أيضاً محبة بالسعودية والإمارات وضناً بمصالحهما”.
مبادرة عربية
تصريحات قرداحي أسفرت عن إجراءات دبلوماسية اتخذتها عدة دول خليجية، خاصة السعودية والكويت والبحرين، التي طالبت السفراء اللبنانيين بمغادرة أراضيها، كما استدعت سفرائها في بيروت.
وكذلك حظرت السعودية جميع الواردات من لبنان، وسط تصاعد حدة التصريحات بين مسؤولي البلدين، وفشل محاولات التدخل العربية والدولية.
وتقود جامعة الدول العربية، حالياً، مبادرة وُصفت بالـ”خجولة” لحل الأزمة، حيث أجرى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، زيارة إلى لبنان التقى خلالها رئيس الجمهورية، ميشال عون، ووزير خارجيته عبد الله بو حبيب، لبحث التداعيات الأخيرة.
وقال زكي في تصريحات للصحفيين، الاثنين الماضي، إن “الحوار مع وزير الخارجية اللبناني كان صريحاً وجاداً، وأعطاه تصوراً عن نظرة الأمين العام للجامعة العربية في الموضوع، ووجهة النظر السعودية بعد أن تم اجراء اتصال معهم”.
واعتبر زكي أن استقالة وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، كانت كفيلة بنزع فتيل الأزمة مع دول الخليج العربي، مشيراً إلى أنه سيجري زيارة إلى السعودية بهذا الخصوص إذا لزم الأمر.
وتعد هذه الأزمة أحدث تحد لحكومة رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، والتي تواجه بالفعل حالة من الشلل السياسي، بسبب خلاف يتعلق بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت.