تعود لعامين..”البنتاغون” يفتح ملف مقتل مدنيين بغارة في ديرالزور
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فتح ملف مقتل مدنيين بغارة جوية أمريكية، استهدفت بلدة الباغوز شرقي سورية عام 2019، عقب تحقيق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” حول الحادثة.
وقال السكرتير الصحفي لـ “البنتاغون”، جون كيربي، إن وزير الدفاع، لويد أوستن، طلب من “القيادة المركزية” (سنتكوم) إطلاعه على تفاصيل الهجوم، بعد ورود تقارير عن مقتل 70 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، خلال هجوم “التحالف الدولي” للقضاء على آخر معقل لتنظيم “الدولة الإسلامية” في مارس/آذار 2019 بريف دير الزور.
وأضاف كيربي في إفادة صحفية نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية عبر موقعها الرسمي، اليوم الثلاثاء، أن وزير الدفاع لم يتخذ أي إجراء محدد بخصوص تحقيق “نيويورك تايمز”، بانتظار مراجعة سيقدمها له مدير “القيادة المركزية” الجنرال كينيث ماكينزي.
LIVE: @PentagonPresSec John F. Kirby holds a news briefing at the Pentagon. https://t.co/fPHIYevKa0
— Department of Defense 🇺🇸 (@DeptofDefense) November 15, 2021
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية كشفت في تحقيق لها، السبت الماضي، عن مقتل عشرات الأشخاص في بلدة الباغوز شرق سورية في مارس/آذار 2019، بعد شن طائرات أمريكية غارتين، وإلقاء قنابل بـ2500 رطل.
واتهمت الصحيفة القيادة الأمريكية بإخفاء الحادثة، وعدم اعترافها علناً بمقتل مدنيين، مشيرة إلى أن المفتش العام المستقل في وزارة الدفاع بدأ تحقيقاً بالأمر، لكن التقرير الذي يحتوي على نتائجه تم تعطيله وتجريده من أي إشارة إلى الضربة.
وتعليقاً على ذلك، قال السكرتير الصحفي لـ “البنتاغون”، جون كيربي، إنه إلى الآن لم يتم الكشف عن مصادر تلك المعلومات التي تتحدث عن مقتل مدنيين في الباغوز، موضحاً أنها تخضع لمراجعات أمنية.
وأضاف: “نعمل بجد لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين..لدينا دراستان بتكليف من الوزارة منذ فترة، للنظر في الأضرار التي لحقت بالمدنيين (خلال العمليات العسكرية الأمريكية)”، موضحاً أنها توشك على الانتهاء.
وفي تفاصيل الحادثة التي تعود لعام 2019، قال صحيفة “نيويورك تايمز” إنه “في الأيام الأخيرة من المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية، عندما حوصر أعضاء من دولة الخلافة الشرسة في حقل ترابي بجوار بلدة تسمى الباغوز، حلقت طائرة دون طيار عسكرية أمريكية في سماء المنطقة، بحثاً عن أهداف عسكرية، لكنها لم تشهد سوى حشداً كبيراً من النساء والأطفال متجمعين على ضفة نهر”.
وأضافت أن “طائرة عسكرية أمريكية من دون طيار من طراز F-15E، أسقطت قنبلة تزن 500 رطل على الحشد، أتبعه إسقاط طائرة ثانية قنبلة أخرى بوزن 2000 رطل، ما أدى إلى مقتل 70 شخصاً”، مؤكدة أن الهجوم كله استغرق حوالي 12 دقيقة.
واستندت الصحيفة في تقريرها إلى وثائق قالت إنها سرية وأوصاف لتقارير سرية حول تفاصيل الضربة، إضافة إلى مقابلات مع أفراد متورطين بشكل مباشر، ومسؤولين لديهم تصاريح أمنية سرية للغاية شريطة عدم ذكر أسمائهم، حسب قولها.
إلا أن “القيادة المركزية الأمريكية” اعتبرت أن الضربة “مبررة”، وادعت أن القنابل قتلت 16 مقاتلاً وأربعة مدنيين، مضيفةً: “أما بالنسبة للقتلى الستين الآخرين، فإنه لم يتضح أنهم مدنيون، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن النساء والأطفال في الدولة الإسلامية حملوا السلاح في بعض الأحيان”.