أصدرت ولاية غازي عنتاب بياناً قالت فيه إنها تحقق في قضية “الرسوم التصويرية المسيئة” للنبي محمد(صلى الله عليه وسلم)، الموجودة ضمن كتاب “السيرة النبوية” للصف الأول الأساسي في ريف حلب.
وجاء في البيان الذي نشرته الولاية، فجر اليوم الجمعة، إن الكتاب طُبع من قِبل “إحدى دور النشر، وبتمويل من إحدى الجمعيات، ونُشر في مناطق العمليات بسورية”.
وأضافت: “على الرغم من تقديم دار النشر توضيحاً بذلك، على أن الخطأ غير مقصود، وتقديمها اعتذاراً، إلا أنه سيتم التحقيق بهذا الأمر بشكل دقيق”.
وتظهر الصور رسوماً كرتونية “تعبيرية” استخدمت في كتاب السيرة، اعتبرها ناشطون وأهالٍ، إساءة لشخص النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
رسوم “مسيئة للرسول” تثير سيلاً من الانتقادات قبل سحبها بريف حلب
وانتشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سبّبت موجة استنكارٍ واسعة، إذ طالب المنتقدون بسحب الكتب ومحاسبة المسؤولين عنها.
عقب ذلك صدرت قراراتٌ بسحب النسخ، ومنع توزيعها مُجدداً.
“خطأ وإعتذار”
كما صادرت الشرطة العسكرية في مدينة جرابلس شمالي حلب، عشرات النسخ من كتب السيرة التي تحتوي على الرسوم وأحرقتها.
وتدير مكاتب التربية في المجالس المحلية بريف حلب العملية التعليمية بدعم تركي، إذ يرتبط كل مجلس محلي بإحدى الولايات التركية الحدودية مع سورية.
وفي تسجيل صوتي لمدير إدارة التوجيه المعنوي، حسن الدغيم، وصل لـ”السورية.نت”، قال إنه “بعد التواصل مع القائمين على إعداد الكتاب، تبين أن الخطأ تصميمي وسوء استخدام صور بجانب بعض الكلمات والأسئلة، مما أوهم الناظر أنها تمثل حالة النبي محمد وأهل بيته”.
وأكد مدير التوجيه المعنوي أن “الخطأ غير مقصود وهو غير مُراد قطعاً” حسبما نقله عن مسؤولي “مركز استشراف”، مشيراً إلى أن تهويل الحادثة وتشبيهها بالرسوم المسيئة في الصحف الدانماركية “أمر غير سليم”.
من جهته قال الصحفي فايز الدغيم، عبر صفحته في “فيس بوك”، إن “الرسوم وإن كانت توضيحية ولا علاقة لها بالرسول الكريم، فيجب حذفها لأن الصور والرسوم تعلق في ذاكرة الطفل قبل المعلومة وسيربط ذكر الرسول الكريم بما شاهده على الكتاب من رسوم”.
من جهته أوضح مدير مركز “استشراق”، الدكتور عماد الدين رشيد، في تسجيل صوتي وصل لـ”السورية.نت”، أن “الموضوع جرت عليه نقاشات مطولة، وطُلبَ من الجهات المعنية سحب كتب السيرة التي تحوي هذا النوع من الشرح أو التعليم وإعادة النظر في الإشكال، وذلك بعد الاعتراض الكبير”.
وأشار إلى أهمية الوعي والمرونة التي ظهرت لدى الأهالي والقائمين على الموضوع.
والدكتور عماد الدين رشيد، حاصل على درجة الدكتوراه في الحديث النبوي من جامعة الجنان في مدينة طرابلس اللبنانية، ودكتوراه في الفقه وأصوله من جامعة دمشق.
توضيح “المؤقتة”
ونفت “الحكومة المؤقتة” يوم أمس الخميس علمها بالكتاب المدرسي.
وأشارت بيان لها إلى أن الكتب المدرسية المعتمدة من قبل الحكومة هي من طباعة مؤسسة “قطر الخيرية” وممهورة بخاتم “المؤفتة”.
وأوضحت عدم وجود مادة باسم “السيرة النبوية” في المنهاج المعتمد من قبلها.
وقالت إن الحكومة ووزارة التربية بدأت بمتابعة الموضوع، وتشكيل لجنة تحقيق فورية وعاجلة، للتأكد من صحة هذه الادعاءات المتداولة.
من جهته قال مسؤول التربية والتعليم في مدينة الباب، جمعة كزكاز إنه “يجري البحث مع مديرية التربية في غازي عنتاب والمستشار التركي في المنطقة من أجل تعديل المنهاج”.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة “فرانس برس” أن دوائر التربية في المجالس المحلية “تتبع للولايات التركية القريبة مثل غازي عنتاب وكيليس وشانلي أورفا التي ترسل الكتب والمطبوعات”، مشيراً: “ننتظر حاليا قراراً منهم بشأن الخطوات المقبلة”.