بساق واحدة..شاب سوري يدرّب أطفالاً على “فنون القتال” (صور)
صباح كل يوم يشقّ الشاب فاضل عثمان طريقه من منزله عبر دراجة نارية رباعية، تماشياً مع حاله الصحي، وغالباً ما تكون الوجهة النادي الرياضي للقاء الأطفال المتدربين.
في بلدة الأبزمو غربي محافظة حلب، يجمع فاضل عشرات الأطفال حوله في نادٍ رياضي أسسه بجهدّ شخصي، بعد عودته من رحلة علاج طويلة بسبب إصابة تعرّض لها، كانت سبباً في خسارة ساقه اليُمنى.
ولم تمنع الإصابة فاضل عن تحقيق شغفه في تدريب الأطفال على فنون القتال أو ما تعرف الـ(الووشو ـ كونغ فو)، إذ استغلّ فترة علاجه في تركيا على تطوير خبراته واكتساب المزيد من المعرفة حول هذه الفنون.
بدأ طموح فاضل يتنامى منذ سن الـ 12 عاماً في تعلّم فنون القتال، وبقي هذا الطموح شغفاً يحاول تحويله إلى خبرة أكاديمية، رغم الإصابة وصولاً إلى تأسيس مركز تدريبي للأطفال.
إصابة خطرة
أصيب فاضل بجروحٍ خطرة عام 2015 بقصف جوي روسي على حي الراشدين غربي مدينة حلب، وفقد \ إثر الإصابة ساقه اليُمنى، بينما تضررت الساق اليسرى بشكل كبير.
يقول فاضل لـ”السورية.نت”، إنّ “السنة الأولى للإصابة كانت صعبة جداً بسبب عدم توفّر العلاج الكامل لها في المنطقة، الأمر الذي اضطرني بعد عام من العلاج في الداخل، الانتقال إلى تركيا لاستكمال العملية العلاجية وإجراء العمليات الجراحية”.
ويلفت إلى أنّ “آثار الإصابة لم تقتصر على آلام كثيرة خلال الفترة الأولى، إنما كان لها وقع نفسي سلبي”.
استمرت مدة العلاج في تركيا حوالي العام، أجرى خلالها عمليات جراحيّة وثبّت ساقه اليسرى بأسياخ حديد، وعليه فهو اليوم غير قادر على تحريكها بشكل طبيعي.
يضيف: “خلال فترة العلاج بدأت التدريب في إسطنبول عند مدرّبين سوريين مختصين”، ويضيف أنه واجه “صعوبات كبيرة وعقبات كثيرة، ولكني أواصل بذل مزيد من الجهد في طريق النجاح”.
ويشير فاضل إلى أنه خاض العديد من البطولات المحلية وفاز فيها، وشهدت “سويتي التدريبية تطوراً ملحوظاً واكتسبت خبرة واسعة استطعت بعدها إطلاق مشروعي الرياضي الخاص هنا في ريف حلب”.
تدريب أطفال
يستقبل فاضل اليوم أكثر من 100 طفل في حصص تدريبية لتعليمهم فنون القتال، في ناديه الخاص الذي أسسه مطلع العام الجاري.
يتابع لـ”السورية.نت”: أطلقت على النادي اسم “المقاتل النمر” لاستقطاب أطفال البلدة من الشوارع، في محاولة لزرع الابتسامة على وجوههم في ظل ما نعانيه من ظروف صعبة”.
ويتطلع وفقاً لما أفاد، إلى “إكساب الأطفال مهارات الدفاع عن النفس، لتعزيز أخلاقيات نصرة المظلوم والاحترام والتضحية والتسامح والثقة بالنفس”.
وينشط إلى جانب تدريب الأطفال فنون القتال، في جمعية متخصصة بذوي الاحتياجات الخاصة بريف حلب الغربي، من خلال تدريب اللياقة البدنية لعدد من ذوي الاحتياجات الخاصة.
يطمح فاضل في ختام حديثه، إلى “زيادة العناية بفئة الأطفال المتدربين، من قبل الجهات الرياضية المتخصصة، من دعم واحتياجات وتجهيزات، إضافةً إلى إتاحة فرصة أمامهم لتمثيل أطفال سورية خارج البلاد في المحافل الدولية الرياضية”.
يقول عبد الجبار حسن وهو طفل متدرب لـ”السورية.نت”، إنّه “سعيد جداً في النادي. تعلمت فنون القتال واكتسب كل أسبوع عدة حركات جديدة”.
ويشير إلى أن “سبب تعلقه بالرياضة (الووشو ـ كونغ فو) أنها لعبة التواضع من جهة والدفاع عن النفس من جهة أخرى”.