بين “الدّراسات” والعمل..خيارات ما بعد التخرّج لطلاب “حلب الحرة”
تنوعت خطط ما بعدّ التخرّج لطلاب “جامعة حلب في المناطق المحررة”، ما بين الاتّجاه نحو سوق العمل، أو إكمال مراحل “الدراسات العليا”، أو الجمع بينهما كما تُظهر تفضيلات بعض الخريجين.
وتبقى فرصة العمل هاجساً لدى شريحة واسعة من خريجي الجامعات في منطقة شمال غربي سورية، في ظل شح الفرص وانتشار البطالة، علاوةً على المخاوف من كون الشهادة غير معتمدة دولياً.
وعقب حفل تخريج “حلب الحرة” أمس الأربعاء، تحدّث عدد من الخريجين ومن مختلف الاختصاصات لـ”السورية.نت”، عن توجهاتهم الجديدة بعد الحصول على درجة “البكالوريوس”، وأبرز ما يعترضهم من عواقب ومشاكل سواء في البحث عن عمل أو برنامج الدراسات.
علي الحرح، الحائز على الدرجة الثانية في كلية اللغة الإنكليزية، قال لـ”السورية.نت”، إنه شرع في “الدراسات العليا” تخصص “لغويات تطبيقية” السنة التمهيدية، تزامناً مع تطوعه في العمل الإنساني.
760 طالباً وطالبة..”جامعة حلب الحرة” تحتفل بأكبر دفعة خريجين(صور)
بينما يقول علي شحادة لـ”السورية.نت”، وهو خريج كلية الشريعة، ويمتهن التدريس منذ سنوات، إنّ حصوله على الشهادة سيوفر لها “تثبيتاً في قيود مديرية التربية والتعليم”، أي ينتقل من نظام الوكالة إلى مدرّس مثبّت.
وفي الوقت ذاته، يقرر شحادة الإتمام في برنامج الدراسات العليا في “جامعة حلب في المناطق المحررة”.
محمد خليل الحموري، خريج المعهد التقاني الطبي، يجد أن فرص العمل قليلة، وتخصصه يتطلب إثبات كفاءة وجدارة.
ويتّجه الحموري حسبما قال لـ”السورية.نت”، إلى “البحث عن فرص عمل في المسشتفيات الخاصة والعامة والمخابر الخاصة، بغية تطوير كفاءته وخبرته في المجال”.
وكان الحموري وصل إلى منطقة شمالي حلب، عقب تهجيره من الغوطة الشرقية عام 2018، وبدأ الدراسة في “جامعة حلب في المناطق المحررة”.
أكاديميون وشعراء ونشطاء: “جامعة حلب الحرة” إنجاز علمي للثورة السورية
أحمد علوش، خريج لغة إنكليزية، ويعمل مدرساً، يوضح أنه يتّجه بعد تخرّجه إلى دراسة “إدارة الأعمال”، لأن التدريس ليس طموحه.
وفي حديثٍ لـ”السورية.نت”، اعتبر علوش، أن “دراسته فرع آخر إلى جانب تخصص اللغة الإنكيلزية من الممكن أن يفتح أمامه أفقاً جديداً بعيداً عن مهنة التدريس”.
عبد الله الحايك، خريج “كلية الهندسة المعلوماتية”، يخطط بالوقت الحالي بالتزامن مع عمله الإداري في فريق “ملهم” التطوعي والتدريس في الجامعة، أن يتدرب مع شركة برمجيات خاصة ليبدأ فرصة عمل جديدة مستقبلاً معها.
وحول ما وفّرته الشهادة التي حصل عليها من “حلب الحرة”، يقول لـ”السورية.نت”، إنه لا يتخوّف من مسألة الاعتراف الدولي، على اعتبار أنّ عدداً من الجهات التي تقدم للتوظيف فيها “قبلت الشهادة وفتحت المجال” أمامه.
حسين حسين، خريج كلية الاقتصاد، يعبر عن آسفه من أنّ “فرص العمل مرتبطة بالواسطة في المنطقة وخاصةً في المنظمات”.
واعتبر في حديثه لـ”السورية.نت”، أن “فرص العمل التي توفرها المنظمات، هي الأغزر والأفضل في المنطقة، لذلك من الطبيعي أن أطمح للعمل في صفوفها، وحينما تتوفر الفرصة سأبدأ مرحلة الماجستير، تخصص المحاسبة”.
أبرار القوس، تخرجت من كلية العلوم التطبيقية، وتقول إنها تنوي البدء بدراسة مرحلة “الماجستير”، إلا أنّ الأمر “مقرون بافتتاح التخصص من قبل إدارة الجامعة، إذ إنه غير متوفر في الوقت الحالي”.
أما عن فرصة عملها، فقد قالت لـ”السورية.نت”، إنها تعمل بصفة كيميائية في”معمل أدوية”.
وخرّجت “جامعة حلب في المناطق المحررة”، أمس الأربعاء، دفعة طلاب جديدة للعام الدراسي (2020 ـ 2021)، وهي الأكبر منذ تأسيس الجامعة، ضمن حفل واسع في مدينة أعزاز شمالي حلب.
تخريج مئات الطلاب والطالبات من جامعات شمال غرب سورية، لاقى احتفاءً من قبل شريحة واسعة من السوريين، الذين وصف بعضهم ذلك بالإنجاز العلمي، الذي يكفل رفد سوق العمل في شمال سورية بالكفاءات والكوادر المدربة.