المسيرات الجائحة..تحكم إيران بميليشياتها في الدول العربية يترهل
قال تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن إيران لم تعد تتحكم باستخدام ميليشياتها للطائرات دون طيار، التي زودتها بها في عدة دول عربية.
وحصلت الميليشيات الممولة إيرانياً في سورية والعراق واليمن ولبنان، على أسطول من الطائرات دون طيار، وزاد تدفقها بداية صيف العام الحالي.
الصحيفة الأمريكية نقلت في تقرير لها أمس الأربعاء، وترجمه فريق “السورية.نت”، عن مسؤولين ومحللين غربيين، أن “طهران فقدت كما يبدو السيطرة على استخدام المسيرات، بعد تزويد جماعاتها المسلحة في الخارج بالمسيرات والتكنولوجيا”.
ويقول مسؤولون حاليون وسابقون أمريكيون وعراقيون، إن “سيطرة إيران على المليشيات تدهورت بعد مقتل سليماني (قاسم سليماني)، الذي كان يحظى باحترام وسيطرة عليها”.
وكانت إيران واصلت تزويد ميليشياتها بالطائرات المُسيرة، بعد مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، مطلع العام الماضي بقصف أمريكي قرب مطار بغداد.
وقدم “فيلق القدس” أنظمة طائرات حاسوبية، كما درب “حزب الله” وجماعة “الحوثي” في اليمن على كيفية استخدامها، وتعديل المُسيرات التجارية للاستخدام العسكري، حسب مسؤولي استخبارات غربيين.
وحسب تقرير “واشنطن بوست“، فإن أبرز تحركات الميليشيات التي لم تَأذَنْ بها طهران، الهجوم بطائرات مسيرة على منزل رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الشهر الماضي.
وذكر مسؤولون عراقيون أن “طهران لم تأذن بالهجوم وعارضته بشدة”.
وَوُجِهت اتهامات إلى الميليشيات المدعومة إيرانياً بالوقوف خلف استهداف منزل الكاظمي، إذ أن هذه الميليشيات كما ذكرت الصحيفة الأمريكية “باتت تشعر بالجرأة على تنفيذ ضربات ذات عواقب وخيمة أحياناً دون انتظار الموافقة من رُعاتها المفترضين”.
وقال ماثيو ليفيت، وهو محلل شؤون “مكافحة الإرهاب” السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الخزانة الأمريكية، إن “بعض الجماعات(العسكرية المرتبطة بإيران) بصراحة لم تعد ترى نفسها بعد الآن على أنها وكيلة لإيران بالدرجة الأولى، ولكن بصفتها جهات فاعلة مستقلة لا تحتاج إلى إذن من أي شخص للقيام بما تريده”.
وتتميز الطائرات المُسيرة التي حصلت عليها الميليشيات الإيرانية في الدول العربية، بأنها ذات قدرة على تنفيذ هجمات دقيقة ضد أهداف مدنية وعسكرية، رغم صغر حجمها.
كما قدر مسؤولو استخبارات من الولايات المتحدة ودول غربية، حصول الميليشيات على عشرات المُسيرات الجديدة متعددة المواصفات، منها طائرات متطورة مُصنّعة في إيران وتستطيع التحليق لمسافات طويلة، وأخرى رخيصة الثمن وتعمل عبر جهاز تحكم عادي، إلأ أنها عُدلت لتحمل قنابل صغيرة الحجم وقدرة تفجيرية كبيرة.
وأبرز الهجمات التي نفذتها الميليشيات الإيرانية على الأراضي السورية بواسطة المُسيرات، هو قصف قاعدة التنف الأمريكية عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، قبل شهرين.
وكانت القاعدة تعرضت في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى هجوم بخمس طائرات مُسيّرة، وهو ما وصفته القيادة المركزية الأميركية بأنه هجوم “متعمد ومنسق”.
وكشف مصدر بالبنتاغون أن معلومات استخباراتية وصلت من إسرائيل إلى القاعدة قبل الهجوم، دفعت بالقيادة الأمريكية إلى إجلاء 200 عنصر.
وحسب مسؤولين أميركيين لصحيفة “نيويورك تايمز” فإن إيران تقف وراء الهجوم “ووجهت وزودت ميليشيات موالية لها بالمعدات لتنفيذ الهجوم”.
وتوعد الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالرد “على هذه الهجمات وسنواصل القيام بذلك”.