قال نظام الأسد إنه “ضبط شحنة ضخمة” من المخدرات على الحدود السورية- الأردنية. وهذه الحادثة الثانية من نوعها التي يكشف عنها النظام مؤخراً، ما يوحي بأنه يسلك مساراً جديداً منذ نحو شهر، تزامناً مع التقارير الغربية التي تؤكد ضلوعه في هذه التجارة، المتركّزة ضمن حدوده وتتخطاها إلى دول الجوار، بينها الأردن والسعودية.
وذكرت وكالة “سانا”، اليوم السبت، أن “الجهات المختصة ضبطت كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون المخدر على الحدود السورية الأردنية كانت معدة للتهريب إلى خارج سورية”.
ونشرت صوراً للشحنات، التي تحمل في معظمها اسم “زهرة لبنان”.
ويأتي ذلك بعد أيام من تحقيق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” وترجمه فريق “السورية.نت”، وكشف خفايا تصنيع وتجارة المخدرات في سورية، معتبراً أن هذه الإمبراطورية تزدهر على أنقاض الحرب.
على أنقاض سورية.. تحقيق يكشف أركان “إمبراطورية الأسد للمخدرات”
واستند التحقيق إلى معلومات جهات إنفاذ القانون ومسؤولين في 10 دول، ومقابلات مع خبراء مخدرات دوليين وآخرين.
وجاء فيه أن “قسطاً كبيراً من إنتاج وتوزيع حبوب الكبتاغون في سورية، تشرف عليه الفرقة الرابعة المدرّعة في قوات النظام، وهي وحدة النخبة بقيادة ماهر الأسد، الأخ الأصغر لرئيس النظام وأحد أقوى الرجال في البلاد”.
ومن بين اللاعبين الرئيسيين أيضاً رجال أعمال تربطهم صلات وثيقة بنظام الأسد، وجماعة “حزب الله” اللبنانية المسلحة، وأعضاء آخرين من عائلة بشار الأسد، والذين يضمن اسمهم الحماية من الأنشطة غير القانونية.
سوريا تحبط تهريب مخدرات إلى الأردن https://t.co/lMRpOQSTdZ
— القبة الاخبارية (@alqubbahnews) December 11, 2021
“الكبتاغون ينمو”
وعلى مدى الأسابيع الأربعة الماضية كان ملاحظاً حسب ما تنشره صفحة وزارة الداخلية في حكومة نظام الأسد على “فيس بوك”، كثافة الإعلان عن المضبوطات الخاصة بحبوب “الكبتاغون” و”أكف الحشيش”.
وفي الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قالت وكالة أنباء النظام (سانا) إن “الجهات الأمنية المختصة”، ضبطت شحنة مواد مخدرة كانت معدة للتصدير إلى المملكة العربية السعودية.
ونقلت عن مصدر في داخلية النظام حديثه عن ضبط نحو 525 كغ من حبوب “الكبتاغون” ضمن شحنة معكرونة، متجهة نحو السعودية، في حادثة “نوعية” نادراً ما تم ذكر مثيلاتها في وسائل إعلام النظام.
وقبل هذا الإعلان تحدثت وسائل إعلام النظام، عن ضبط سحنات مخدرات، كانت في طريقها إلى داخل الأراضي الأردنية.
وكان رئيس دائرة المخدرات في مديرية الأمن العام الأردني، العقيد حسن القضاة، قد تحدث لـ”نيويورك تايمز”، أن “مصانع الكبتاغون موجودة في مناطق سيطرة الفرقة الرابعة في سورية وتحت حمايتها”.
وأضاف أن الكميات المضبوطة في الأردن من “الكبتاغون” هذا العام تتزايد، وبلغت ضعف الكمية التي تم ضبطتها في العام 2020.
وأشار المسؤول الأردني إلى أن ما يصل إلى خمس المخدرات المهربة من سورية، يتم استهلاكها في الأردن، على الرغم من كون عمّان محطة عبور إلى السعودية.
“تقارير سابقة”
وفي تقرير لها، في مايو/أيار 2021، قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن الحدود بين سورية ولبنان انعدم فيها القانون، وباتت مرتعاً لعمليات التهريب، التي يتورط فيها مسؤولون من الجانبين.
وينقل المهربون الحشيش و”الكبتاغون” عبر طريق يمتد من سهل البقاع اللبناني ومدينة القصير السورية الحدودية، والطرق شمالاً باتجاه مينائي اللاذقية وطرطوس.
ووفقاً لـ”الغارديان” فإن اللاذقية تقع تحت عيون ومراقبة كثيفة من أجهزة أمنية أميركية وأوروبية وأجهزة الاستخبارات. ورغم هذا وقعت بعض عمليات التهريب من المصدر، وتم إحباطها لاحقاً.
من جهتها قالت مجلة إيكونوميست (The Economist) البريطانية، في تقرير لها مطلع العام الحالي إن سورية تحولت إلى “دولة مخدرات” تشكل أقراص الكبتاغون صادرها الرئيسي.
وأضاف التقرير أنه مع انهيار الاقتصاد الرسمي تحت وطأة الحرب التي يشنها النظام على الشعب السوري والعقوبات والحكم القمعي لعائلة الأسد أصبحت المخدرات الصادر الرئيسي لسورية ومصدر العملة الصعبة فيها.