في نهاية 2021.. 3 تحركات في سورية ترسم ملامح العام الجديد
شهدت الساحة السورية، خلال الأيام القليلة الماضية، أحداثاً وتحركات لافتة لقوى فاعلة في الملف السوري، في إشارات ودلالات غير واضحة المعالم، تنوي تلك الدول ترسيخها قبل أيام من بدء العام الجديد.
وفيما يدور الحديث مؤخراً عن معاناة النازحين السوريين في الخيام نتيجة الظروف الجوية السيئة، وسط التعاطف المعتاد معهم، تبتعد تلك الدول عن الملف الإنساني السوري نحو تحركات سياسية وعسكرية تحمل رسائل ختامية لعام 2021، والذي لم يحمل في طياته أي تقدم ملموس نحو تحقيق واقع أفضل للسوريين.
روسيا.. مناورات وتصريحات تخلط الأوراق
على الصعيد العسكري، تجري روسيا، منذ السبت الماضي، مناورات “واسعة النطاق” في الأجواء السورية، بمشاركة أكثر من 20 طائرة حربية ومروحية، وباستخدام قوات قتالية كبيرة وطائرة أواكس، حسبما ذكر موقع “rusvesna” المتخصص بنشر التحركات العسكرية الروسية في سورية.
وبحسب الموقع: “تم التحكم في عمليات الطيران في الأجواء فوق قاعدة حميميم الجوية بواسطة طائرة A-50 أواكس”.
كما شاركت “طائرة الإنذار المبكر” من طراز A-50 في التدريب “لضمان سلامة منطقة الطيران والتحكم في نقل التدريب للطائرات إلى مطارات القامشلي في الحسكة ودير الزور”.
فيما ذكر موقع “نورث برس” المحلي أن مدينة القامشلي وأريافها شهدت، ليلة السبت الماضي، تحليقاً مكثفاً للطيران المروحي الروسي، دام نحو ساعتين.
ولم تتضح بعد الأهداف الروسية من تلك المناورات، التي تزامنت مع تعزيز موسكو تواجدها شمال شرق سورية، خلال الأشهر الماضية، عبر عدة تحركات كان أولها وصول مقاتلة روسية من طراز “Su-35” إلى مطار القامشلي بمحافظة الحسكة، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
أما على الصعيد السياسي، أحدث تصريح المبعوث الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتيف، جدلاً كبيراً حول مستقبل “اللجنة الدستورية السورية”، حين قال إن “الدستور السوري الجديد يجب ألا يهدف إلى تغيير السلطة”.
وأضاف خلال مقابلة مع وكالة “تاس” الروسية، أمس الاثنين، أن “الحكومة السورية راضية عن الدستور الحالي، وفي رأيها لا داعي لتعديلات”، مضيفاً: “إذا رأت المعارضة إجراء تغييرات، يجب النظر في القضايا التي تهمها وطرحها على التصويت. في استفتاء أو للموافقة عليه بطريقة أخرى”.
ولاقت تصريحات المسؤول الروسي استياءً من قبل ناشطين، رأوا في استمرار عمل “اللجنة الدستورية” إضاعة للوقت، وسط مطالب بانسحاب المعارضة السورية منها.
وخلال الأشهر الماضية عقدت سبع جولات للجنة في جنيف، لكنها لم تفض إلى أي نتائج ملموسة، في ظل اتهامات متبادلة بين وفدي المعارضة والنظام.
المسيرات التركية في معقل “قسد”
من جانبها، أظهرت تركيا تحركات عسكرية وسياسية قبيل انتهاء العام الجاري، تمثلت باستهداف فصيل “الشبيبة الثورية” العامل في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شمال شرقي سورية.
ووثقت مراصد محلية استهداف مسيرة تركية لمقر “الشبيبة الثورية” في مدينة عين العرب شرقي حلب، السبت الماضي، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص منهم وإصابة 5 آخرين.
ولا ترتبط “الشبيبة الثورية” في العلن بأي كيان أو جسم سياسي أو عسكري في شرق سورية، لكن أعضاء “المجلس الوطني الكردي” يتهمونها بالتبعية لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” (pyd)، والمتهم بدوره بالارتباط بـ”حزب العمال الكردستاني”، المصنف على قوائم الإرهاب.
ويأتي ذلك ضمن التحركات التركية ضد “قسد” و”الوحدات” في سورية، والتي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال عام 2021، باستخدام طائرات “بيرقدار” المسيرة.
هجمات “المسيرات التركية” ضد “قسد”.. استراتيجية “حرب استنزاف”؟
وأبدت تركيا أيضاً تحركات سياسية في الملف السوري، محددة أربعة شروط للانسحاب من سورية، أبرزها “توافق جميع الأطراف على الدستور الجديد بما يحمي حقوق كافة شرائح سورية”، و”إقامة نظام انتخابي يمكن لجميع الفئات المشاركة فيه بحرية”، حسبما نقلت صحيفة “حرييت” عن مصادر “مسؤولة”.
عين إسرائيل على إيران في ميناء اللاذقية
أبرز الأحداث اللافتة التي شهدها عام 2021 في ختامه، هو الاستهداف الإسرائيلي الثاني لميناء اللاذقية الحيوي في سورية، والواقع على بعد أمتار من قاعدة حميميم العسكرية الروسية هناك.
الاستهداف الأول للميناء كان في 7 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ليتكرر اليوم الثلاثاء، لكن بشكل “أعنف” مقارنة بسابقه، حسب تصريحات مسؤولي النظام، الذين تحدثوا عن أضرار مادية “جسيمة”.
استمرت لساعات.. حرائق بميناء اللاذقية إثر قصف إسرائيلي وخسائر “فادحة”
ورغم غياب التعليق الإسرائيلي الرسمي، تشير تقارير إسرائيلية إلى استهداف شحنات أسلحة إيرانية متطورة يتم نقلها من إيران وتخزينها في ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية، وتضم صواريخ “كروز” وطائرات بدون طيار.
وتعتبر هذه الضربة العاشرة المنسوبة لإسرائيل في سورية خلال الشهر ونصف الماضيين، وتزامنت مع تهديدات رسمية إسرائيلية لإيران باستهداف تحركاتها في سورية ولبنان.
ولاقت الضربات السابقة استياء في أوساط الحاضنة الشعبية الموالية للنظام السوري، وسط تساؤلات عن الدور الروسي حيال الضربات الإسرائيلية المتكررة، والتي تستهدف أكبر معاقل النظام في سورية.