وصلت “التسويات” التي يجريها نظام الأسد في محافظة دير الزور إلى المناطق المتاخمة لحدود البلدات والقرى التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وأثار هذا التطور حفيظة ومخاوف “الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سورية، حيث اعتبر مسؤول فيها اليوم الجمعة أن “التسويات تستهدف النسيج الاجتماعي في المنطقة”.
وقالت أمينة أوسي، نائب الرئاسة المشاركة للمجلس التنفيذي في “الإدارة الذاتية” إن “حكومة دمشق حاولت ولا تزال تحاول ضرب استقرار المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية، والإعلان عن بدء التسويات هو أحد تلك المحاولات”.
وأعربت عن اعتقادها بوجود قوى إقليمية ودولية “تحاول ضرب مشروع الإدارة الذاتية وإفشاله وضرب الاستقرار في شمال شرقي سورية”.
من جانبها ذكرت وكالة أنباء نظام الأسد (سانا)، اليوم أن “مركز التسوية في بلدة الشميطية بريف دير الزور الغربي واصل استقبال الراغبين بتسوية أوضاعهم في إطار التسوية الشاملة الخاصة بأبناء المحافظة”.
وتخضع البلدة لسيطرة قوات الأسد، وتنتشر فيها ميليشيات تابعة لإيران، كما هو حال الريف الغربي لمحافظة دير الزور.
ونقلت الوكالة عن عدد من شيوخ ووجهاء العشائر حديثهم عن “إقبال كبير للراغبين بتسوية أوضاعهم، وخاصة من المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية”.
وكان النظام أعلن منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بدء عمليات تسوية “غير مسبوقة” في دير الزور شرقي سورية، في خطوة أعقبت وكانت شبيهة بما حصل في محافظة درعا جنوبي البلاد.
وشملت التسوية حتى اليوم 3 مدن رئيسية في المحافظة، وهي: مدن دير الزور والبوكمال والميادين، لتبدأ اليوم في بلدة الشميطية.
وفيما يتحدث النظام عن “آلاف” انضموا لـ “التسوية”، تشير شبكات محلية إلى فشلها، مع إقدام قوات الأسد على اعتقال عدد ممن أراد الانضمام لها.
ومن المقرر أن تنتقل تلك العمليات إلى الريف الشمالي لدير الزور بعد انتهائها في الريف الغربي.
وتنقسم المحافظة إلى منطقتي نفوذ، الأول تحت سيطرة “قسد” والقوات الأمريكية، والثانية لصالح قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية إلى جانب القوات الروسية.
وعلى مدى العامين الماضيين كانت عدة تقارير قد أشارت إلى محاولات الروس توسعة نفوذهم في المحافظة الغنية بالموارد.
بينما ألمح قائد “قسد”، مظلوم عبدي، في تصريحات متلفزة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى نية النظام اختراق المناطق الشرقية عبر “المصالحات والتسويات”، مضيفاً: “شرق سورية ليس كالسويداء والغوطة الشرقية ودرعا”.