عاودت “محافظة دمشق” الحديث عن مشروع “ميترو دمشق”، الذي يعتبره الكثير من السوريين “حلماً لم يتحقق”، منذ عقود.
وفي تصريحات لإذاعة “ميلودي إف إم” المحلية، اليوم الجمعة قال مدير الأملاك بمحافظة دمشق، حسام الدين سفور إن السنوات الماضية شهدت لقاءات مع وفود خارجية، منها صينية وإيرانية.
وأوضح أن اللقاءات كانت “بغية إحياء مشروع ميترو دمشق”، مضيفاً: “قدمنا العروض وتلقينا دراسات وعروض من تلك الوفود، لكن لم يتم التوصل لاتفاق”.
واعتبر المسؤول أن المشروع المذكور “مكلف اقتصادياً”، وأن الشركات “لا تقدم عليه بسبب التكلفة الباهظة، وعدم التناسب مع الدخل”.
ففي حال تنفيذه سيكون سعر التذكرة 5000 ليرة سورية، وتابع سفور: “كي يكون مجدي اقتصادياً للمستثمر كون سعر التذكرة الدولية تتراوح بين 1 و2 دولار”.
والحديث عن مشروع الميترو حالياً ليس الأول من نوعه، بل كان قد تردد كثيراً على لسان المسؤولين في حكومة نظام الأسد، على مدى السنوات الطويلة الماضية.
وترجع بداية دراسته الأولية إلى 1982 بين خبراء من الاتحاد السوفيتي والحكومة السورية استمرت لعام ونصف، ليتم فيما بعد الحديث عنه تباعاً، بعد تصريحات لمسؤولي النظام بشأن عروض تم تقديمها من جانب الصين وإيران.
وفي أغسطس/آب 2018 أعلن أمير أميني، نائب وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني عن اكتمال استراتيجية طويلة الأمد لإعادة إعمار سورية، قائلاً: “يمكن لإيران وسورية الاستفادة من بعضهما البعض من خلال هذه الاتفاقية”.
وعن تفاصيل تلك الاتفاقية، أضاف أمير أميني، أنها تتضمن إعادة إعمار المباني الأثرية وحوالي 30 ألف وحدة سكنية، بجانب إعادة إعمار البنية التحتية وخطوط نقل المياه والكهرباء.
وأشار إلى أن أهم نقطة في تلك الاتفاقية هي “مساعدة سورية في استئناف العمل في مترو أنفاق دمشق الذي تم التخطيط له منذ عام 2002”.
وسبق وأن أعلن عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق، هيثم ميداني أن مشروع الميترو متوقف منذ بداية 2011، ولا يوجد أي شيء بخصوصه.
وأضاف في فبراير/شباط 2018 أن المشروع يتطلب دخول شركات عالمية، عن طريق مناقصات من أجل تنفيذه على أرض الواقع.
وقد صمم دراسات الجدوى لمشروع الميترو خبراء استشاريون دوليون من الاتحاد الأوروبي عام 2002.
بينما تمت آخر دراسة حوله في 2012 من قبل اللجنة العليا للنقل العام بدمشق، وهو لا يزال حبيس الأدراج حتى هذه اللحظة.