ذكرت وسائل إعلام روسية أن وزارة الدفاع الروسية عينت الكولونيل جنرال أندريه سيرديوكوف قائداً لقوات “حفظ السلام”، التابعة لمعاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان.
ونقلت وكالة “إنتر فاكس” عن ممثل وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف قوله، اليوم السبت، إن مدة مهمة قوات “حفظ السلام” في كازاخستان ستكون محدودة، دون أن يحدد تواريخ لذلك.
ومن المقرر أن يقود “سيرديوكوف” أسطولاً كبيراً من القوات، بينها وحدات من “اللواء 45” من القوات الخاصة، بالإضافة إلى الفرقة “98”، وقوات من اللواء الحادي والثلاثين.
وأضاف ممثل وزارة الدفاع الروسية أنهم جميعاً “خضعوا لتدريب خاص ولديهم خبرة قتالية حقيقية”.
ويعتبر “سيرديوكوف” اسماً لطالما تردد في معظم المهام خارج الحدود، التي أوعز بها بوتين.
وكان توليه لقيادة قوات “حفظ السلام” في كازاخستان قد أثار حديث باحثين غربيين، في الساعات الماضية، نظراً لتاريخه الحافل بـ”جرائم الحرب”، التي سبق وأن تحدثت عنها منظمات حقوق الإنسان الدولية.
"Sedov" has been implicated in war crimes in #Syria by the likes of @hrw — for commanding an air campaign that targeted UN-deconflicted hospitals in #Idlib, as well as schools, markets & other public facilities. https://t.co/D5elRxMHMv
— Charles Lister (@Charles_Lister) January 7, 2022
من هو “سيرديوكوف”؟
ولد أندريه سيرديوكوف في 4 مارس/آذار من عام 1962 في قرية أوليجورسكي بمنطقة روستوف.
تخرج من مدرسة ريازان العليا للقوات الجوية (1983)، ومن الأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في عام 2009.
وتقول صحيفة “كوميرسانت” الروسية إنه شارك في الحربين الشيشانية الأولى والثانية، بينما خدم في جميع المناصب الرئيسية من قائد فصيلة استطلاع إلى قائد فرقة محمولة جواً.
كما شارك في عمليات الاستيلاء على مطار كوسوفو عام 1999.
في عام 2009، تم تعيينه نائباً لقائد الجيش في منطقة الشرق الأقصى العسكرية.
ومن 2011 إلى 2013 عين قائداً للجيش الروسي للمنطقة العسكرية الشرقية.
وتضيف الصحيفة الروسية أنه وفي فبراير/شباط 2013 عُيّن نائباً لقائد المنطقة العسكرية الجنوبية، وبعد ذلك رئيساً للأركان، ونائباً أولاً لقائد المنطقة العسكرية الجنوبية.
وفي عام 2014 شارك “سيرديوكوف” في عمليات ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا.
وبموجب مرسوم صادر عن بوتين بتاريخ 4 تشرين الأول/أكتوبر 2016، تم تعيينه قائداً للقوات المحمولة جواً، لينتقل فيما بعد إلى قيادة القوات المسلحة الروسية في سورية، وذلك منذ أبريل 2019 إلى شهر يوليو.
وتشير وسائل إعلام روسية، بحسب ما رصد فرق “السورية.نت” إلى أنه حاصل على عدد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك لقب بطل الاتحاد الروسي، ووسام الاستحقاق للوطن، ووسام الاستحقاق الثالث والرابع بالسيوف، ووسام ألكسندر نيفسكي وغيرها.
Colonel-General Andrei Serdyukov, Commander of the Airborne Forces, was appointed by the actions of the CSTO peacekeeping forces in Kazakhstan – Ministry of Defense of the Russian Federation pic.twitter.com/Av75RmHVBA
— Spriter (@spriter99880) January 7, 2022
“أجرم في سورية”
بخصوص سورية كان اسم “سيرديوكوف” قد تردد في تقرير لمنظمة “هيومان رايتس ووتش“، في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2020.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى الصف الأول من القيادات السياسية والعسكرية في روسيا ولدى النظام في سورية، فضلاً عن عدد من كبار جنرالات الجيش الروسي، أو القادة العسكريين من الصف الثاني (بعد وزير الدفاع).
وقالت إنهم قد يتحملون “مسؤولية القيادة” عن الانتهاكات خلال هجوم إدلب 2019-2020.
وأضافت المنظمة أن الضربات الجوية والبرية على المستشفيات والمدارس والأسواق، منذ نيسان 2019 إلى آذار 2020، “قتلت مئات المدنيين، وأضرت بشكل خطير بالحق في الصحة والتعليم والغذاء والماء والمأوى، فتسببت بنزوح جماعي”.
وجاء في التقرير أن موسكو كانت تخطط عام 2017 لإرسال “سيرديوكوف” في مهمة قيادة مجموعة القوات في سورية، إلا أنه تعرض لإصابات في حادث سير ما أدى إلى تأجيل المهمة.
وبعد عامين، في 10 أبريل /نيسان 2019، تم إيفاده قائداً للقوات في سورية.
وقالت صحيفة “كوميرسانت”، في ذلك الوقت، إن المهمة الرئيسة له هي تنظيم الدوريات الروسية –التركية المشتركة في إدلب، بموجب اتفاق بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان.
إلا أن وسائل إعلام سورية مُعارضة، وفق ما أشارت إليه “هيومان رايتس ووتش” رأت في تعيينه “نذير شؤم”، وأعادت إلى الأذهان مشاركته في الحرب الشيشانية، وفي عملية القرم.
بينما ربط البعض الغارات العنيفة التي تعرضت لها محافظة إدلب حينها بظهور سيرديوكوف على الساحة السورية، والذي تصفه الأوساط الروسية أيضاً بـ”رجل المهام الصعبة”، الذي تم اختباره خلال ثلاثة عقود من خدمته كضابط في أوقات صعبة بالنسبة إلى روسيا.
Kazakistan'daki Rus "Barış Gücü" Kuvvetleri Komutanlığına atanan Rus Generali Andrei Serdyukov'un 2014 yılında Kırım işgalinde yer aldığı, 2019 yılında Suriye'de Rus birliklerini komuta ettiği, öncesinde de Rus-Çecen Savaşına katıldığı ifade ediliyor.
( @turkdegs )#Kazakistan pic.twitter.com/DNF8e0znXK— Yunus Arslan (@yunus_arslan_ya) January 8, 2022
وبحسب ما تقول وسائل إعلام غربية وباحثين أجانب فإن روسيا تحاول استغلال الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها كازاخستان، لإعادة تأكيد نفوذها في الدولة السوفيتية السابقة، من خلال إرسال قوات لمحاولة إخماد تلك التظاهرات.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز“، أمس الجمعة أن فرض موسكو لنفوذها في ذلك البلد هو هدف بعيد المدى للرئيس الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، برغم أن الاضطرابات في كازاخستان كشفت مرة أخرى ضعف القادة الذين وثق بهم الكرملين في الحفاظ على النظام في دول الاتحاد السوفياتي السابق.