مسؤول أممي: عودة اللاجئين السوريين غير ممكنة في المستقبل القريب
تحدث ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن، دومينيك بارتش، عن صعوبة عودة اللاجئين السوريين في المستقبل القريب، مطالباً بـ”الانتظار حتى تسمح الظروف”.
وقال بارتش في حديثه لوكالة “الأناضول” التركية، اليوم الخميس، إن “الجانب السلبي بعد سنوات من تحركات اللاجئين، لا يبدو ممكناً عودة هؤلاء إلى وطنهم في المستقبل القريب”.
وأضاف:”نحن قلقون بعض الشيء من عدم وجود احتمال وشيك للعودة إلى سورية، وسيتعيّن على اللاجئين الاستمرار في الانتظار حتى تصبح الظروف مواتية”.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” ذكرت في تقريرها “حياة أشبه الموت”، ما يواجهه اللاجئون السوريون بعد عودتهم من الأردن ولبنان إلى سورية بشكل طوعي بين 2017 و2021.
إذ واجه بعضهم “انتهاكات حقوقية جسيمة واضطهاداً من الحكومة السورية والميليشيات التابعة لها، مثل التعذيب، والقتل خارج نطاق القانون، والاختفاء القسري”.
ورصدت منظمة العفو الدولية (أمنستي) في تقرير صدر في سبتمبر/أيلول الماضي، 66 حالة للاجئين عائدين إلى سورية، تعرضوا فيها للاعتقال والتعذيب والاغتصاب، على يد قوات الأمن السورية، بينهم 13 طفلاً، فيما لا يزال 17 منهم مختفين للآن وقتل 5 منهم تحت التعذيب.
وتعود الحالات السابقة للاجئين عادوا من ألمانيا وفرنسا وتركيا والأردن والإمارات ولبنان، واتهمتهم أجهزة النظام الأمنية بالخيانة وتأييد “الإرهاب”.
حيت استهدف ضباط المخابرات السورية اللاجئين العائدين، وأقفوهم لمجرد قرارهم الرحيل من سورية، واتهموهم بمعارضة نظام الأسد وعدم الولاء له.
برنامج “إعادة التوطين” ضعيف
ورغم نجاح برنامج “إعادة التوطين”، وكونه جزءاً مهماً من الحلول التي تتبعها الأمم المتحدة لاحتواء أزمات اللجوء، إلا أن أعداد اللاجئين المعاد توطينهم لا ترقى إلى مستوى طموحات المفوضية، حسب قول بارتش.
وتستخدم المفوضية هذا البرنامج “لظروف محددة للغاية (..) ولحالات الحماية الصعبة حقاً”.
وبلغ عدد المعاد توطينهم من الأردن خلال 2021 أربعة آلاف لاجئ، بنسبة لا تزيد عن 1% من إجمالي اللاجئين السوريين.
وأبرز الدول ضمن برنامج إعادة التوطين هي الولايات المتحدة وكندا، إضافة إلى عدد من الدول الأوروبية، وبعض الدول ذات الدخل المتوسط.
وأنفقت المفوضية على اللاجئين السوريين خلال السنة الماضية، 220 مليون دولار.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المفوضية، الذين دخلوا بعد بداية الثورة عام 2011، ومروا بعملية تسجيل، وكانوا بحاجة إلى حماية، 660 ألف لاجئ، لكن العدد أكبر من ذلك، حسب قول بارتش.
لكن الأردن يعلن عن وجود 1.3 مليون سوري على أراضيه.
وأشار بارتش إلى أن المفوضية لم تلاحظ زيادة كبيرة في أعداد اللاجئين العائدين إلى سورية، بعد إعادة فتح المعابر مع نظام الأسد.
ويروج نظام الأسد لإجراءات تتخذها حكومته من أجل تأمين عودة “كريمة” للاجئين السوريين، وسبق أن عُقدَ مؤتمرٌ في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 برعاية روسية، هدفه “تشجيع” اللاجئين على العودة.
وأثار المؤتمر تنديداً حقوقياً، حيث انتقدت منظمات مجتمع مدني، حقوقية وإعلامية وإنسانية وغيرها، ما سُمي بـ”مؤتمر اللاجئين”، معتبرةً أنه “رغم كل الإجرام والوحشية التي مارستها روسيا لمحاولة إنقاذ نظام الأسد، تدعو اليوم وبمنتهى الوقاحة لعقد مؤتمر للاجئين متناسية منع نظام الأسد للسوريين من دخول مناطقهم والعودة لبيوتهم”.