بعد الموافقة الأمريكية..”الغاز الإسرائيلي” إلى لبنان عبر سورية يثير جدلاً
عاد الحديث عن نقل الغاز الإسرائيلي إلى لبنان عبر الأراضي السورية، إلى الواجهة مجدداً بعد حصول لبنان على موافقة أمريكية، باستثنائها من عقوبات “قيصر”.
وسلمت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان، دوروتي شيا، كتاباً رسمياً خطياً إلى الحكومة اللبنانية، يوم الجمعة الماضي، من وزارة الخزانة الأمريكية، بشأن تسهيل مرور الغاز المصري إلى لبنان عبر سورية دون التعرض لعقوبات قانون “قيصر”.
وقالت الدبلوماسية الأمريكية، إنه “لن تكون هناك أي مخاوف من قانون العقوبات الأمريكية، وهذه الرسالة التي تم تسليمها تمثل خطوة إلى الأمام وحدثاً رئيساً في الوقت الذي نواصل فيه إحراز تقدم لتحقيق طاقة أكثر استدامة ونظافة للمساعدة في معالجة أزمة الطاقة التي يعاني منها الشعب اللبناني”.
إلا أن قناة “12” الإسرائيلية قالت أمس السبت، عكس ما نشرته وسائل إعلام العربية واللبنانية فيما يتعلق بأن الغاز سيكون من مصر.
وقالت إن “الولايات المتحدة وافقت على إعطاء الضوء الأخضر لتحرك دراماتيكي، لنقل الغاز إلى لبنان”، مضيفة أن “الغاز الذي سيورده الأردن عبر خط الأنابيب إلى سورية ومن هناك إلى لبنان سيأتي من إسرائيل”.
وأكدت القناة أن “الغاز الذي سيصل إلى الأردن سيكون من حقلي تامار وليفياثان الإسرائيليين”.
وأرجعت القناة الهدف من الخطوة الأمريكية، التي تؤيدها روسيا “إلى إيجاد بديل للمساعدات الإيرانية للبنان”.
من جهتها نفت وزارة الطاقة والمياه اللبنانية في بيان لها، اليوم الأحد، ما ذكرته القناة الإسرائيلية، واعتبرته “كلام عار من الصحة جملة وتفصيلا”.
وقالت في البيان إن “اتفاقية تزويد الغاز التي يُعمل عليها بين الحكومة اللبنانية والحكومة المصرية الشقيقة، تنص بشكل واضح وصريح على أن يكون الغاز من مصر التي تمتلك كميات كبيرة منه، وتستهلك داخل البلد نفسه ما يضاهي بأكثر من مئة مرة ما ستؤمنه للبنان”.
وأضافت إن مصر “ستؤمن للبنان جزءاً بسيطاً من إنتاجها وحجم سوقها، وهذا الغاز سيمر عبر الشقيقة الأردن، ومن ثم إلى سورية، حيث نهاية الخط لتستفيد منه ويتم توريد كمية موازية من الغاز بحسب اتفاقية العبور والمبادلة (swap) من حقول ومنظومة الغاز في حمص، ليصل إلى محطة دير عمار في الشمال، من أجل التغذية الكهربائية الإضافية للمواطنين اللبنانيين”.
وكانت الدول الأربعة، مصر والأردن ولبنان وسورية، عقدت عدة اجتماعات، خلال الأشهر الماضية، للاتفاق على مد الغاز من مصر إلى لبنان عبر الأردن وسورية.
ورغم تصريحات مسؤولين البلدان الأربعة بجاهزية خطوط نقل الغاز، إلا أن عملية النقل كانت متوقفة بانتظار الموافقة الأمريكية على عملية النقل.
وتفرض واشنطن عقوبات على نظام الأسد بموجب قانون “قيصر” الذي ينص على فرض عقوبات على أي طرف يسهم في مساعدة النظام اقتصادياً.