تجددت الاشتباكات في محيط سجن الصناعة بحي غويران في الحسكة، مع إعلان “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) سيطرتها على غالبية أجزاء السجن، دون إمكانية السيطرة عليه بشكل كامل حتى ظهر اليوم الأربعاء.
وقالت “قسد” في بيان لها، صباح اليوم، إنها تمكنت من ضبط الأوضاع في القسم الأكبر من سجن غويران، فيما لا يزال عدد من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” متحصنين في جزء صغير داخل السجن.
تجدد المواجهات بمحيط سجن #غويران#الحسكه pic.twitter.com/XQ8XdscrxR
— ناريمان الخالدي (@nareman7212) January 26, 2022
وأضافت “قسد” أن عدد عناصر التنظيم الذين سلموا أنفسهم منذ بدء الهجوم وصل إلى أكثر من ألف شخص، مؤكدة استمرار عملياتها لحين السيطرة الكاملة على السجن.
وجاء في البيان: “نجحت قواتنا خلال عمليات أمنية وعسكرية دقيقة نفذتها خلال الأيام الماضية من ضبط الأوضاع الأمنية الخطيرة في القسم الأكبر في سجن الصناعة بالحسكة (…) حيث تمكنت قواتنا من إلقاء القبض على المزيد من العناصر الإرهابية التي هاجمت السجن وفرض الاستسلام على عناصر أخرى شاركت في عمليات الاستعصاء المترافقة مع الهجوم”.
#عاجل : قسد: لا توجد سيطرة كاملة لمقاتلينا على سجن #غويران العمليات ما زالت مستمرة في بعض الجيوب #سوريا
— General Surgeon (@alfuratyalatiqe) January 26, 2022
وشهد محيط سجن غويران هدوءاً نسبياً في الاشتباكات، أمس الثلاثاء، مع تحليق لطيران “التحالف الدولي” في أجواء المنطقة، وسط أنباء غير مؤكدة عن وجود هدنة “غير معنلة” بين الطرفين لمنع وقع المزيد من الخسائر البشرية.
ووصل عدد القتلى جراء هجوم التنظيم على السجن، الذي بدأ تنفيذه الخميس الماضي، إلى 114 قتيلاً من تنظيم “الدولة” و45 من “قسد”، إلى جانب 7 مدنيين، حسبما وثق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
فيما تحدثت مصادر محلية لم يتم تأكيدها رسمياً، عن مفاوضات جارية بين الطرفين من أجل تحرير رهائن “قسد” مقابل السماح لعناصر التنظيم بالخروج نحو البادية، إلا أن المفاوضات لم تصل لأي نتيجة حتى الآن.
زيارة عراقية رسمية وتحذيرات إنسانية
على خلفية أحداث سجن الصناعة، أجرى رئيس الحكومة العراقي، مصطفى الكاظمي، زيارة إلى الشريط الحدودي مع سورية في محافظة نينوى، اليوم الأربعاء.
ووجه الكاظمي بتشديد إجراءات الحماية على الحدود منعاً لتسلل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى العراق، مضيفاً خلال اجتماعه مع القيادات الأمنية والعسكرية: “هذه المنطقة (الحدود) مهمة جدًّ بالنسبة لنا وللعدو أيضاً، وهذا يتطلب جهداً مضاعفاً وتعاوناً وتكاملاً فيما بينكم”.
وتسود مخاوف عراقية من تسلل عناصر التنظيم الفارين من سجن غويران نحو الأراضي العراقية، خاصة مع وجود خلايا للتنظيم في مناطق واسعة في العراق.
إلى جانب ذلك، تواصل منظمات دولية تحذيرها من مخاطر إنسانية قد تنجم عن هجوم سجن “غويران”، إذ دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” إلى حماية الأطفال المحتجزين في سجن غويران بالحسكة.
وقالت المنظمة في بيان لها، أمس الثلاثاء، إن الأطفال المحاصرين داخل السجن قد يجبرون على لعب دور نشط في الاشتباكات الجارية بين المعتقلين وقوات الأمن.
وأضافت أن ما يقارب 850 طفلاً، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن 12 عاماً، محتجزون حالياً في شمال شرق سورية، معظمهم محتجزون في سجن غويران.
ويضم سجن غويران الآلاف من معتقلي التنظيم وعائلاتهم، ويعتبر من أضخم سجون “قسد” في مناطق شرق سورية.