تحدث المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون عن “دعم صلب” تلقاه من قبل الأطراف الفاعلة في الملف السوري، من أجل المضي بمقاربته الخاصة المعروفة بـ”خطوة مقابل خطوة”.
وقال بيدرسون في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط“، اليوم السبت: “الوقت حان لاختبار مقاربة خطوة مقابل خطوة”، مضيفاً أن المحاورين الأساسيين في سورية “أبلغوني أن مرحلة العمليات العسكرية انتهت، وأن لا طرف سيحتكر الخاتمة”.
وأشار بيدرسون إلى أن الأطراف الفاعلة بالملف السوري “تشعر بضرورة تجربة شيء جديد”.
وأوضح أن “لا خلافات استراتيجية” بين أمريكا وروسيا في سورية، وهما الدولتان اللتان أبدتا استعداداً للانخراط بمقاربة “خطوة بخطوة”، بحسب حديث المبعوث الأممي.
واللافت منذ نحو شهرين أن بيدرسون يحاول التأكيد على ضرورة تطبيق مقاربته الخاصة، على الرغم من الرفض الذي أبدته المعارضة السورية لها، وكذلك الأمر بالنسبة للنظام السوري.
وتتلخص سياسية “خطوة مقابل خطوة” في أن تُقدم واشنطن مع حلفائها على رفع أو تخفيف بعض العقوبات عن النظام، مقابل دفع موسكو للأخير للتقدم خطوات في مسار عملية الحل السياسي المتعثرة، وعدم التصعيد عسكرياً.
وبحسب بيدرسون فإنه وخلال لقائه مع أعضاء مجلس الأمن حصل على “دعم صلب” من المجلس للمضيّ قدماً في خطته لـ”تحديد خطوات تدريجية، ومتبادلة، وواقعية، ومحددة بدقة، وقابلة للتحقق منها، تُطبق بالتوازي” بين الأطراف المعنية بالأزمة السورية، وصولاً إلى تطبيق القرار الدولي 2254.
وتابع أنه التقى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، قبل أيام، مشيراً: “هناك إجماع على دعم مقاربتي. التوقيت مناسب للمضي قدماً في هذه المقاربة، وما زال في مرحلة العصف الفكري حول الفكرة وسأعقد جولات إضافية من المشاورات”.
وكان وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد قد اعتبر هذه السياسة التي يتحدث عنها بيدرسون “غير مقبولة”، وذلك خلال حوار صحفي في “مؤسسة الوحدة للصحافة والنشر”، بتاريخ 17 كانون الثاني/ يناير الحالي.
وقال المقداد إنه “بعد فشل السياسات المتبعة ضد سورية (..) تواتر الحديث عن فكرة الخطوة مقابل الخطوة كسبيل لحل الأزمة في سورية، وهذا غير مقبول بالنسبة لنا”.
في المقابل اعتبر “الائتلاف الوطني السوري” المعارض أن خطة المبعوث الدولي “لا تصب في صالح الحل السياسي الذي فُوّض المبعوث الدولي بتسييره، ولكنها خطة تحرف مسار العملية السياسية عن وجهتها، وتصب بنتيجتها في سلة النظام وإعادة تدويره”.