تتصاعد حدة التهديدات حول أزمة أوكرانيا، بين روسيا من جهة، وأمريكا مع حلفائها الغربيين من جهة أُخرى، وسط تحذيرات من إمكانية الغزو المحتمل من الإطاحة بحكومة كييف خلال 48 ساعة.
وكشفت مصادر استخباراتية أمريكية حديثة، أن روسيا كثفت استعداداتها لغزو واسع النطاق لأوكرانيا، و”بات لديها بالفعل 70% من القوة اللازمة لتنفيذ عملية كهذه”.
وقال مسؤولون أميركيون، حسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن “الوجود الروسي على طول الحدود الأوكرانية يبلغ أكثر من 100 ألف جندي، في حين قدر مسؤول أمني غربي العدد بـ 130 ألف جندي”.
وأضاف المسؤولون أن “مجموعة كتائب تكتيكية وصل عددها إلى 83 تضم كل منها نحو 750 جندياً، مهمتها شن هجوم محتمل”، في حين يبلغ عدد الجنود في هذه الكتائب أكثر من 62 ألف جندي، مدعومين بعشرات الآلاف من الأفراد لتقديم الدعم.
وحسب المصادر الاستخباراتية، التي نقلتها الصحيفة اليوم الأحد، فإن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يتخذ قراراً بعد بالانتقال إلى الهجوم على أوكرانيا، أم سيكون أمام خيار الغزو الجزئي لجيب دونباس.
وحسب الصحيفة، فإن الاستخبارات الأمريكية قدّرت إمكانية تطويق العاصمة الأوكرانية (كييف) خلال 48 ساعة، إذا بدأت روسيا بالغزو فعلاً.
ووفقاً للتقديرات فإن الغزو الروسي سيؤدي إلى مقتل نحو 50 ألف مدني، ونزوح ما يصل إلى خمسة ملايين شخص.
كما سيؤدي الغزو الروسي إلى مقتل ما بين “5 و25 ألف جندي أوكراني، وما بين 3 و10 آلاف جندي روسي”، حسب وكالة “AFP“.
ويأتي ذلك في وقت يتلاشى فيه الحل الدبلوماسي للأزمة بين روسيا وأوكرنيا، حسب ما قالت الصحيفة.
4 سيناريوهات حول بدء العملية
من جهتها توقعت شبكة “CNN” الأمريكية أربع سيناريوهات لموعد بدء العمليات العسكرية الروسية بأوكرانيا.
السيناريو الأول، يتوقع بدء غزو روسيا لأوكرانيا قبل ذوبان الجليد في الربيع، إذ قال الصحفي تيم مارشال للشبكة:”أفضل وقت للقيام بذلك هو الشتاء لأنه سيوفر ميزة ميكانيكية، باعتبار أن الفرق الآلية تحتاج إلى أرض صلبة متجمدة”.
أما السيناريو الثاني، حسب سام كراني إيفانز، وهو محلل أبحاث في معهد رويال يونايتد للخدمات، ومقره المملكة المتحدة، فإن قرار الغزو لا يرتبط بالطقس.
وقال إيفانز، إن “روسيا لديها تاريخ طويل من القتال فقط بالتوقيت الذي يناسب روسيا.. القوات الروسية لديها خبرة في العمل في هذه المنطقة وتتمتع عربات القتال المدرعة، بإمكانية تنقل جيدة جدًا بشكل عام حتى على التربة الرخوة جداً”.
السيناريو الثالث، حسب تقديرات الاستخبارات الأمريكية الصادرة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فإن الغزو الروسي يمكن أن يكون في وقت مبكر من العام الجاري.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من الرئاسة في كييف:”المخابرات الأوكرانية تقدر أن التهديد من روسيا خطير، ولكنه ليس وشيكاً”.
وحسب المصدر فإنه “إذا تم إصدار أي أمر روسي بالهجوم، فسيستغرق الأمر من أسبوع إلى أسبوعين حتى تكون القوات الروسية بالقرب من الحدود جاهزة”.
روسيا: تصريحات الغرب جنون وذعر
من جهتها علقت روسيا على التقديرات الأمريكية بإمكانية غزوها لأوكرانيا، وقال النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، إن “تفكير الدول الغربية حول عدد الأيام التي يمكن أن تُهزم فيها كييف هو الجنون والذعر”.
وأضاف، حسب “روسيا اليوم“، إن “الجنون والذعر لا يزالان مستمرين..ماذا سيحدث إذا قلنا إن الولايات المتحدة يمكن أن تهزم لندن خلال أسبوع واحد وسيؤدي ذلك إلى مقتل 300 ألف شخص؟ وذلك اعتماداً على المعلومات الاستخباراتية التي لا نكشفها؟ هل يعتبر ذلك أمراً صحيحاً بالنسبة للأمريكيين والبريطانيين؟ لا. ولا يعتبر ذلك صحيحاً بالنسبة للروس والأوكرانيين أيضاً”.
ويترقب العالم ما ستؤول إليه الفترة المقبلة، حول احتمالية غزو أوكرانيا، وسط تصاعد في حدة الخطاب والتهديدات المتبادلة.
وتتخوف الدول الأوروبية من تكرار سيناريو القرم عام 2014، إذ ضمت روسيا شبه الجزيرة بعد الإطاحة بالرئيس السابق بترو بوروشنكو.
كما سيطر انفصاليون مدعومون من روسيا عام 2014، على أجزاء من الأراضي الشرقية لأوكرانيا.