دخل 28 صحفياً تركياً، في الأيام الماضية، إلى مناطق الشمال السوري، ضمن فعالية نظمتها هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات التركية (ihh).
وتجول الصحفيون العاملون في كبرى وسائل الإعلام التركية ليومين في مختلف مناطق ريف محافظة إدلب، الواقعة على الخط الحدودي مع تركيا.
وذكرت “ihh” عبر موقعها الرسمي، اليوم الاثنين أن زيارة الصحفيين تأتي “للتعبير عن صرخات الشعب السوري الصامتة، الذي عانى من صعوبات في المنطقة، بسبب تساقط الثلوج بكثافة، وأيضاً من أجل لفت الانتباه إلى المأساة هناك”.
وقال رئيس منصة الاتصالات، يوسف ضياء تشاتكلي، في تصريحات حول الغرض من الزيارة: “كنا دائماً نستمع إلى ما يحدث هنا من الصحفيين في المنطقة”.
وأضاف: “لكننا أردنا إحضار أصدقائنا الصحفيين في اسطنبول وأنقرة إلى الميدان والسماح لهم برؤية وتقديم تقرير عما حدث هنا”.
وفي الآونة الأخيرة أشار تشاتكلي إلى العبارات التي ترددت في الداخل التركي، والتي طالبت بـ”إعادة السوريين” إلى بلادهم.
وتابع: “لكن بعد هذه الزيارة مع أصدقائنا، رأينا أنه لا يوجد بلد أو بيئة يمكنهم العودة إليها”، مشيراً: “لقد رأينا أنه يجب خلق حساسية بحيث يمكن للأشخاص في تركيا المشاركة في الحياة حيث هم، بدلاً من العودة إلى هنا”.
ولطالما دعت أحزاب المعارضة في تركيا إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، بزعم أن المنطقة هناك “آمنة”.
وعلى رأس هذه الأحزاب “حزب الشعب الجمهوري”، وشخصيات أخرى، مثل عضو “حزب الجيد”، إيلاي أكسوي وزعيم “حزب النصر”، أوميت أوزداغ.
بدوره قال المنسق الإعلامي لـ”ihh”، مصطفى أوزبك: “جاء أصدقاؤنا إلى هنا للإعلان عن مشاكل الأشخاص الذين يعيشون هنا منذ 11 عاماً”.
وأضاف: “لاحظ أصدقاؤنا الصحفيون ما حدث هنا، وأتيحت لهم الفرصة للتحدث مع الناس، وشهدوا الصعوبات التي مروا بها”.
بالإضافة إلى ذلك رأوا الخدمات المقدمة، وبهذه الطريقة، بحسب أوزبك “سيكون لديهم نهج مع تجربة حول التحيزات، سواء في بيئتهم الشخصية أو في المحتوى الذي سيعكسونه للجمهور من خلال مهنتهم”.
ويعيش في تركيا نحو أربعة ملايين سوري، بحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن دائرة الهجرة التركية.
ويواجه بعض السوريين في تركيا، مواقف “عنصرية” من قبل مسؤولين ينتمون لأحزاب معارضة، من بينهم كمال كليشدار أوغلو، زعيم حزب “الشعب الجمهوري”، الذي هدد مراراً بإعادة السوريين إلى وطنهم في حال استلامه زمام السلطة.
إضافة لسياسيين آخرين يبنون خطاب حملاتهم الإعلامية، على أساس أن مشاكل تركيا تكمن في تواجد السوريين فيها.
وكانت مشاعر العداء وحملات الكراهية قد تصاعدت ضد ملف الوجود السوري في تركيا، خلال السنوات الماضية، في تطورات سبق وأن قال باحثون إنها ترتبط بالحملات التي تقودها باستمرار أحزاب المعارضة التركية.
وكثيراً ما شهدت مناطق تركية، توترات وحملات معادية للأجانب في السنوات الأخيرة، وغالباً ما أثارتها شائعات انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو معلومات مغلوطة ينشرها عن السوريين معارضون أتراك في وسائل الإعلام.