توفي عضو “اللجنة المركزية” لريف درعا الغربي، مصعب البردان، متأثراً بجراح أصيب بها، قبل يومين، بعدما استهدفه مسلحون “مجهولون” بإطلاق نارٍ مباشر.
وكان المسلحون قد أطلقوا النار عليه بشكل مباشر، يوم الخميس الماضي، ما أسفر عن تعرضه لجروح بالغة، بينما قتل أحد مرافقيه على الفور، ويدعى “محمد البردان”.
وأكد مصدر إعلامي من درعا لـ”السورية.نت”، اليوم السبت وفاة البردان، مضيفاً: “سيتم تشييعه ودفنه في طفس، يوم الأحد”.
وذلك ما أكده أيضاً أبو علي محاميد أحد وجهاء محافظة درعا، عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل “فيس بوك”.
وينحدر البردان من مدينة طفس غربي درعا، وكان أحد قادة مجموعات “الجيش الحر”، قبل سيطرة نظام الأسد وروسيا على محافظة درعا في تموز 2018.
وبعد اتفاق “التسوية” أصبح أحد أعضاء “اللجنة الركزية” في ريف درعا الغربي.
وبحسب المصدر الإعلامي فإن عملية اغتيال “البردان”، يمكن أن تكون ذات خلفية عشائرية، دون أن تستبعد تورط مخابرات النظام السوري بها.
درعا ومعركة “الحاضنة”: تشتتٌ فرضه النظام وغذّاه سلوك “المصالحين”
وجاءت العملية بعد يوم من اغتيال القيادي في الأمن العسكري التابع لقوات الأسد شادي بجبوج، الملقب بـ “العو”، بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته.
تزامن ذلك مع استهداف دورية عسكرية لقوات الأسد بين بلدتي صيدا والنعيمة شرقي درعا، بعبودة ناسفة أدت إلى إصابات بصفوف قوات الأسد، وسط استنفار أمني في المنطقة.
على أنقاض “التسوية” في درعا: 544 قتيلاً و 751 معتقلاً خلال 2020
وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أعضاء “اللجان المركزية”، سواء في الريف الغربي أو درعا البلد، لعمليات أو محاولات اغتيال.
إذ قتل الشيخ محمود البنات في كانون الثاني 2021، والشيخ أحمد بقيرات في كانون الأول 2021، بإطلاق نار مباشر، وهما أعضاء في لجنة الريف الغربي.
كما أن محمود البردان الملقب “أبو مرشد” أحد أبرز أعضاء لجنة الريف الغربي، تعرض لمحاولة اغتيال في أيار 2020، بتفجير موكب للّجنة ثم إطلاق نار بين بلدتي العجمي والمزيريب، ما أدى إلى إصابته ومقتل أربعة من مرافقي الموكب.
كما قتل خلال العام 2020 بعملية اغتيال، عضو لجنة درعا البلد القيادي السابق في “الجيش الحر” أدهم أكراد، وعضو اللجنة أبو البراء الجلم، وشادي السرحان منسق اجتماعات اللجنة المركزية.
منذ اتفاق “التسوية”.. كم عملية ومحاولة اغتيال شهدتها محافظة درعا؟
وتشكلت “اللجان المركزية” من وجهاء وشيوخ عشائر وقيادات عسكرية، خلال عمليات التفاوض مع قوات الأسد بوساطة روسية في تموز 2018.
واستمرت في أداء دورها، تزامناً مع اتهام النظام بعرقلة عملها وإضعاف دورها واغتيال أعضائها.
ومنذ سيطرة قوات الأسد على درعا وتوقيع اتفاقات “التسوية” التي بدأت أواسط 2018، واستأنفت حتى آواخر 2021، شهدت المحافظة عمليات ومحاولات اغتيال طالت مدنيين وعسكريين سواء في صفوف المعارضة سابقاً أو قوات الأسد.
ورغم أن النظام كان يأمل من اتفاقات “التسوية” التي فرضها بالقوة، إعادة الاستقرار الأمني والعسكري في الجنوب السوري، لكن محاولاته هذه فشلت حتى الآن.
إذ سجل “مكتب توثيق الشهداء في درعا” خلال عام 2021 وحده “508 عملية ومحاولة اغتيال، أدت لمقتل 329 شخصاً وأصيب 135 آخرين، بينما نجى 44 شخصاً من محاولات اغتيالهم”.
“روتين اغتيالات” في درعا.. الفاعل “طليق” وخبير عسكري يتوقع الأسوأ