لدعم المواشي..شاب في ريف حلب يطلق مشروع “إنبات منزلي” (صور)
متنقلاً بين رفوفٍ حديدية، يكسوها غطاء أخضر، يتفقد حسام جودة الإضاءة ومعدّل درجة الحرارة، في مستودع صغير حوّله إلى مساحة مشروع “إنبات علف منزلي” في بلدة أبين سمعان بريف حلب الغربي.
يستغل في ساعات المراقبة الطويلة لعملية “إنبات القمح والشعير”، أن يرصد خللاً ما، قد وقع، محاولاً أن يتلافاه بحلول مناسبة كي يحافظ على موسم يومي وفير، وسوية إنتاج جيدة.
وعلى واجهة منزله الشرقية، فتح الشاب حسام هلال، أبواب مستودع ليطلق مشروع “إنبات منزلي للقمح والشعير”، وليستخدم في تربية المواشي، كبديل عن العلف المرتفع الثمن.
ويواجه مربو المواشي في منطقة شمال غربي سورية، أزمة كبيرةً رتبت عليهم خسائر فادحة في ظل ارتفاع أسعار العلف، وانخفاض أسعار المواشي وضيق مساحات الرعي، وكان ذلك دافع حسام لخوض تجربة “الإنبات المنزلي”.
“أرخص ثمناً”
لا يخفي حسام الشاب الذي يطمح إلى توفير صنف غذاء أرخص ثمناً لمربّي المواشي، أنّ مشروعه الصغير “لم يحصد ثمار النجاح أو عواقب الفشل، فهو ما زال في مرحلة التأسيس والانطلاق، وأحاول فقط خلال هذه المرحلة التّرويج للمنتوج من نبات الشعير والقمح بين مربّي المواشي وفحص أهلية هذا الغذاء في الاستخدام والإقبال عليه”.
ويوضح أنّ “العشب المنتج من عملية الإنتاج يوفّر إلى جانب العلف بروتين غذائي داعم للمواشي”
ويصل الإنتاج اليومي لمشروع حسام المنزلي إلى أكثر من 180 كيلو غراماً من عشب القمح أو الشعير، ويترواح سعر الكيلو بين الليرة ونصف إلى ليرتين تركيتَين.
في حين يسجّل كيلو التبن حوالي 6 ليرات ونصف، والحنطة والشعير حوالي 5 ليرات ونصف إلى الستة، بحسب تقلبات سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار.
ويوضح هلال في حديثٍ لـ”السورية.نت”، أنّ “الإقبال مقبول وبعض الزبائن أطروا على المنتوج وقرروا استخدامه، لكن البعض تخوّف من مشكلة صحية قد تصيب المواشي على اعتبار أنّ العشب الأخضر تهضمه الماشية خلال فصل الربيع وما زال التوقيت مبكراً، وتحتاج الدواب إلى تلقي مصل خاص تجنباً لأي خلل صحي يصيبها”.
كيفية الإنتاج؟
يقول حسام، إنّ العملية تبدأ في تنظيف وغسيل حبوب القمح أو الشعير، ومن ثمّ نقعها في براميل مياه لمدة 24 ساعةً، وفي المرحلة التالية تخضع حبوب القمح المرطّبة لـ”عملية تصفية من المياه”.
بعد عملية التصفية تُفرش الحبوب على ألواح بيضاء من “الفايبر”، تستند على رفوف حديدية مجهّزة مسبقاً، لمدة 7 أو 9 أيام، كمعدّل متوسط، للحصول على صورة مناسبة للبيع، بحسب هلال.
خلال عملية الإنبات يتطلب المكان درجة حرارة 16 درجة مئوية، وإضاءة يعمد حسام إلى توفيرها من الطاقة الشمسية عبر شرائط “الليد” المستخدمة بكثرة للإضاءة في المنطقة في ظل غياب التيار الكهربائي.
ويقدّر حسام كلفة مشروعه الخاص بنحو 2000 دولار أمريكي، معتبراً أنّ الرفوف الحديدية هي الأكثر تكلفةً من بين تجهيزات المشروع.
ويعتبر أنّ نجاح المشروع يتوقف بالدرجة الأولى على تقبّل المواشي لنوعية الغذاء هذه، والأمر يفتح الباب واسعاً أمام عملية تطوير وتوسعة للمشروع، ما يمكن أن يجني أرباحاً مستقبلاً.
تلقيح 700 ألف رأس ماشية..حملة لدعم الثروة الحيوانية في إدلب وحلب