بعد أخذ ورد وتصعيد إعلامي استمر لأشهر بين روسيا والدول الغربية، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بدء “غزو” أوكرانيا، وفي الوقت الذي بدأت فيه طائراته باستهداف البنى التحتية العسكرية، تحركت قواته على الأرض، بحسب ما أعلن الجيش الأوكراني.
ولا يعرف بالتحديد عما ستؤول إليه الساعات المقبلة، خاصة أن الجيش الروسي بدأ ما وصفها بـ”عملياته الخاصة على الأرض”، بينما يترقب العالم المواقف التي ستتخذها الدول الغربية، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
ونشرت وكالة “رويترز“، اليوم الخميس سلسلة اقتباسات من حديث قادة العالم والشخصيات البارزة، بخصوص “الغزو الروسي”، والذي برره بوتين بأنه يأتي “لحماية الأشخاص الذين تعرضوا للتنمر والإبادة الجماعية، على مدى السنوات الثماني الماضية”.
وأضاف بوتين في خطاب متلفز: “ولهذا سنسعى جاهدين لنزع السلاح من أوكرانيا، وتقديم أولئك الذين ارتكبوا العديد من الجرائم الدموية ضد المدنيين، بما في ذلك ضد مواطني الاتحاد الروسي، إلى المحاكمة”.
من جانبه قال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا: “لقد شن بوتين للتو غزواً واسع النطاق لأوكرانيا. وتتعرض المدن الأوكرانية السلمية للضربات”.
بينما أضاف الرئيس الأمريكي، جو بايدن في بيان نشرته وسائل إعلام أمريكية: “لقد اختار الرئيس بوتين حرباً مع سبق الإصرار، من شأنها أن تؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح ومعاناة بشرية”.
وأشار بايدن إلى أنه سيلتقي بزعماء مجموعة السبع، وأن الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها سيفرضون “عقوبات صارمة على روسيا”.
“تهديد بضرب الاقتصاد”
وقالت أوكرانيا إن روسيا تحرك عتاداً عسكرياً إليها من القرم، وتنفذ قصفا عبر البلاد، وصولا إلى منطقة لفيف في غرب أوكرانيا، حسبما نقلت “رويترز”.
وقال مسؤول أوكراني إن بلاده تواجه هجمات إلكترونية مستمرة بلا توقف، فيما قال مسؤول آخر إن شخصاً قتل وأصيب آخر، جراء قصف لمنطقة كييف.
وفي تعليقها عما يحصل قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير ليي: “الرئيس بوتين مسؤول عن إعادة الحرب إلى أوروبا”.
وأضافت: “سنستهدف القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الروسي من خلال منع وصولها إلى التقنيات والأسواق الرئيسية، وسنضعف القاعدة الاقتصادية لروسيا وقدرتها على التحديث”.
بالإضافة إلى ذلك، “سنجمد الأصول الروسية في الاتحاد الأوروبي، ونوقف وصول البنوك الروسية إلى السوق المالية الأوروبية”.
“من أحلك ساعات أوروبا”
في غضون ذلك وصف رئيس السياسة الخارجية للمفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل الوضع في أوكرانيا بأنه “من أحلك ساعات أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية”.
وأضاف في بيان: “الاتحاد الأوروبي سيرد بأقوى الشروط الممكنة، ويوافق على أقسى مجموعة من العقوبات التي نفذناها على الإطلاق”.
بينما اعتبر وزير الاقتصاد الألماني، روبرت حابك أنه “لدينا حرب برية في أوروبا اعتقدنا أننا لن نجدها إلا في كتب التاريخ. إنه انتهاك صارخ للقانون الدولي. بالنسبة لروسيا، سيكون لهذا الهجوم عواقب سياسية واقتصادية خطيرة”.
وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون: “تدين فرنسا بشدة قرار روسيا بدء حرب مع أوكرانيا. على روسيا أن تضع حداً فورياً لعملياتها العسكرية”.
وإلى جانبه زاد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون: “لقد اختار الرئيس بوتين طريق إراقة الدماء والدمار بشن هذا الهجوم غير المبرر على أوكرانيا”.