تشهد العاصمة التركية أنقرة يوم غد الثلاثاء اجتماعاً بين وفدين عسكريين روسي وتركي، وذلك في أولى التحركات بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب.
وذكرت وكالة “الأناضول” التركية اليوم الاثنين، أن “الاجتماع يأتي ضمن اتفاق الهدنة، الذي توصل له البلدان في 5 مارس/ آذار (الحالي) بالعاصمة الروسية موسكو حول إدلب”.
وفي الخامس من آذار الحالي توصل الرئيسان التركي، رجب طيب أردوغان والروسي، فلاديمير بوتين لاتفاق أوقف العمليات العسكرية في محافظة إدلب.
وجاء الاتفاق بعد حملة عسكرية واسعة من جانب قوات الأسد وروسيا، سيطرا بموجبها على كامل الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب.
كما جاء بعد توتر عسكري كبير، على خلفية مقتل أكثر من 30 جندياً تركياً بقصف جوي في منطقة جبل الزاوية، الأمر الذي دفع أنقرة لبدء عملية عسكرية ضد نظام الأسد في الشمال السوري، أطلقت عليها مسمى “درع الربيع”.
وبحسب بيان مشترك من البلدين (أنقرة وموسكو) تضمن اتفاق وقف إطلاق النار، الخاص بإدلب، على إنشاء ممر آمن على عمق 6 كم شمالي الطريق الدولي “إم 4″، و6 كم جنوبه، على أن يتم تحديد التفاصيل في غضون سبعة أيام.
أيضاً تم الاتفاق، وفق البيان، على إطلاق دوريات تركية وروسية في 15 مارس/آذار الجاري، على امتداد طريق “إم 4” بين منطقتي ترنبة (غرب سراقب) وعين الحور، مع احتفاظ تركيا بحق الرد على هجمات نظام الأسد.
اتفاق “ملغوم”
وحتى الآن لم تتضح تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار الخاص بإدلب، خاصةً في ظل عدة بنود “ملغومة” لم يتم تفصيلها من الجانبين الروسي والتركي.
ومن بين البنود “الممر الآمن” ومصير مناطق جبل الزاوية، التي تقع جنوبي الأوتوستراد الدولي حلب- اللاذقية.
وكانت المستشارة الإعلامية والسياسية لرئيس النظام، بثينة شعبان، قد أعلنت، أمس الأحد، أن مدينتي أريحا وجسر الشغور في ريف إدلب الجنوبي، ستكون تحت سيطرة قوات الأسد، حسب اتفاق إدلب.
وقالت شعبان، في تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” إنه “في حال طُبق الاتفاق سيتم تحرير أريحا وجسر الشغور، وسيفتح طريق حلب اللاذقية”.
واعتبرت أن فتح الطريق الدولي “سينشط الحركة التجارية والاقتصادية، وهذا من شأنه بطبيعة الحال، أن يجنب الكثير من المعارك على الجيش العربي السوري”.
وأكدت مستشارة الأسد أن الاتفاق ينص على البقاء في خطوط التماس “ما يعني أن المناطق والمساحات الكبيرة التي تحررت بقيت بيد الجيش، وهذا لمصلحة سورية طبعاً، لأن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان كان يريد إعادة الجيش إلى منطقة معرة النعمان”.