“مجزرة” بوتشا الأوكرانية.. الغرب يتوعد روسيا وموسكو تنكر بـ”المؤامرة”
أثار العثور على مئات الجثث في مدينة بوتشا بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف ردود فعل دولية غاضبة، وسط دعوات غربية لفرض عقوبات جديدة ضد موسكو، والتي تُتهم قواتها بتنفيذ هذه “المجرزة” قبل انسحابها من المنطقة هناك.
وعبّرت الولايات المتحدة ودول غربية، اليوم الاثنين، عن الصدمة إزاء ظهور أدلّة جديدة على قتل مدنيين في أوكرانيا.
وقالت السفارة الأمريكية في كييف على “تويتر”، إن “الصور التي خرجت من بلدة بوتشا الأوكرانية ومناطق أخرى انسحبت منها قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مروعة”.
وأضافت: “حكومة الولايات المتحدة ملتزمة بمتابعة المساءلة باستخدام كل أداة متاحة. لا يمكننا أن نقف صامتين، والعالم بحاجة إلى معرفة ما حدث وعلينا جميعا التحرك”.
من جهته دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون لفرض عقوبات جديدة على موسكو رداً على المجزرة المرتكبة.
وقال لإذاعة “فرانس إنتر”: “ما حصل في بوتشا يتطلّب (فرض) حزمة جديدة من عقوبات وتدابير واضحة جداً”.
وأضاف ماكرون: “إذاً سننسّق مع شركائنا الأوروبيين، وخصوصاً ألمانيا في الأيام المقبلة”، متحدثًا عن عقوبات فردية وتدابير ستطال الفحم والنفط الروسيَين.
ووصف أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، عمليات القتل بـ”وحشية ضد المدنيين لم تشهدها أوروبا منذ عقود”.
وقال لقناة “سي إن إن” الأمريكية: “إنه مريع وغير مقبول استهداف وقتل المدنيين”.
وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، على أنه يجب التحقيق في “الهجمات العشوائية” ضد المدنيين الأوكرانيين في بلدات مثل بوتشا وإيربين، على أنها “جرائم حرب”.
وتابعت تروس: “لن نسمح لروسيا بالتستر على تورطها في هذه الفظائع، من خلال التضليل الفاضح، وسنضمن الكشف عن حقيقة تصرفات روسيا”.
وتحدث رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن “إبادة جماعية” محتملة في أوكرانيا، وقال أثناء منتدى اقتصادي: “سنقوم بكل ما في وسعنا كي لا يبقى أولئك الذين يرتكبون جرائم الحرب هذه بدون عقاب، ويتمكنوا من المثول أمام المحاكم”.
وفي هذا الإطار قال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، إن اليابان تدين قتل روسيا المزعوم لمدنيين في أوكرانيا، وإن طوكيو ستتشاور مع الحلفاء وترد “بشكل مناسب”، بشأن مسألة فرض عقوبات إضافية على روسيا.
“روسيا ترد”
من جانبه جاء رد الفعل الروسي على صور المجزرة بنفي أصدرته وزارة الدفاع الروسية، حيث نفت تورط قواتها في “مجزرة بوتشا”، بينما اعتبرت أن ما أثير جاء “بأوامر من الولايات المتحدة، في إطار مؤامرة لتوجيه اللوم لموسكو”.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا في مقابلة للتلفزيون الرسمي في وقت متأخر من مساء الأحد: “من هم أساتذة الاستفزاز؟ بالطبع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي”.
وانتشرت على منصات وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لعشرات الجثث، والدمار الذي لحق بشوارع بوتشا، في وقت أفادت تقارير إعلامية أوكرانية بالعثور على 57 جثة في أحد المقابر الجماعية بالمدينة.
وأعلن رئيس بلدية مدينة بوتشا الواقعة على بعد 37 كيلومتراً شمال غربي العاصمة أن 300 من السكان قتلوا “خلال احتلال الجيش الروسي الذي دام شهراً”.
وقد وثّقت كاميرات وكالات الأنباء صور ضحايا في مقبرة جماعية، وجثثاً ما زالت ملقاة في الشوارع.
وفي اليوم الأربعين للغزو الروسي لبلاده، الذي يصادف اليوم الاثنين 4 أبريل/ نيسان، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية، واصفاً إياها بـ”القتلة والجلادين والمغتصبين واللصوص”.