مطالبة بوقفها..موسكو: الهجمات الإسرائيلية قرب دمشق “شرسة ووحشية”
دانت وزارة الخارجية الروسية، الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في محيط دمشق، أمس الأربعاء، وأسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام، مطالبة بوقف هذه الهجمات، التي وصفتها بـ”الاعتداءات الوحشية الشرسة والخطيرة”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريح صحفي، اليوم الخميس، إن “استمرار القصف الإسرائيلي للأراضي السورية، يُعد انتهاكاً للمعايير الأساسية للقانون الدولي، وغير مقبول بشكل قاطع، ندين بشدة مثل هذه التصرفات غير المسؤولة”.
وزعمت، زاخاروفا، أن مثل هذه الهجمات “غير المبررة”، تؤدي إلى “انخفاض القدرة القتالية” لقوات نظام الأسد، و”تؤثر سلباً على فعالية جهود مكافحة الإرهاب”.
وأدى القصف الإسرائيلي الأخير على محيط دمشق، إلى مقتل 4 عناصر من قوات النظام، وإصابة 3 آخرين، وفق ما أعلنته وكالة أنباء النظام “سانا”، فيما أشارت تقارير إلى استهداف مواقع للمليشيات الإيرانية ومستودعات أسلحة وذخائر في أكثر من موقع بمحيط العاصمة.
ونقلت “سانا” عن مصدر عسكري، أن “العدو الإسرائيلي نفذ عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه طبريا، مستهدفاً بعض النقاط في محيط دمشق”، مؤكداً وقوع “بعض الخسائر المادية”.
وذكرت مصادر محلية، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أن الصواريخ سقطت شمال غرب وجنوب دمشق، وأن الانفجارات كانت عنيفة وهزت أغلب مدن وبلدات جنوب وشمال غرب العاصمة.
استهداف الوجود الإيراني
وكثفت إسرائيل قصفها لمواقع عدة في سورية خلال الأشهر الماضية، حيث تقول إن ضرباتها ترتبط بالوجود الإيراني، الذي ينشط في معظم المواقع العسكرية لنظام الأسد.
وتحاول إسرائيل من خلال مئات الضربات التي وجهتها لقواعد ومعسكرات في سورية، منع إيران من توريد أسلحة متطورة بالقرب من حدودها من شأنها “تغيير قواعد اللعبة”، وفق تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس.
ولا تتبنى إسرائيل صراحة الهجمات التي تشنها في سورية، لكن غانتس، دعا النظام في وقت سابق إلى منع إيران من العمل على الأراضي السورية، وحذر من أن الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل لإحباط الأنشطة الإيرانية، ومنع تهديدات إيران والميليشيات المتحالفة معها.
إدانة حادة
تشدد موسكو في موقفها من هجمات إسرائيل بالأمس، يأتي عقب مواقف تل أبيب من الحرب الأوكرانية، التي كانت معارضة للغزو، واعتبرته “انتهاك خطير للقانون الدولي”، وعرضت تقديم “مساعدات إنسانية” للشعب الأوكراني.
وعادة ما تقتصر المواقف الروسية السابقة من الهجمات الإسرائيلية على الإدانة، والتحذير من التصعيد، مع الإشارة إلى “عدم قانونية” هذه الهجمات، وتأثيرها السلبي على المنطقة.
وعقب الموقف الإسرائيلي، بدأت موسكو في التصعيد من مواقفها الرافضة للهجمات الإسرائيلية داخل سورية، وقال السفير الروسي في سورية، ألكسندر يفيموف، في 22 مارس/ آذار 2022، إن إسرائيل تستفز بلاده، بهجماتها المتكررة على مواقع عسكرية تابعة لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية.
وكان الرد الإسرائيلي على هذا التصريح، ما عبر عنه وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، من أن هناك اعتبارات عدّة تتخذها بلاده في تعاملها مع الغزو الروسي لأوكرانيا، ومن هذه الاعتبارات اتخاذ موقف الحياد لعدم تعرّض طياريها لاستهداف روسي.
وأضاف لابيد خلال مؤتمر حضره في جامعة “ريتشمان”، في 23 مارس/ آذار: “كان علينا الحفاظ على موقفنا بين الهجوم في أوكرانيا ومصالحنا في سورية. يجب أن نمنع احتمال إسقاط أي طيار إسرائيلي في سورية وأسره”.