دبلوماسي فرنسي: لا عودة قريبة للنظام السوري إلى الجامعة العربية
نقل موقع صحيفة “النهار” اللبنانية، اليوم الجمعة، عن مصدر دبلوماسي فرنسي تأكيده أنه لا عودة قريبة للنظام السوري إلى الجامعة العربية.
وأضاف الدبلوماسي، الذي لم يذكر موقع الصحيفة اسمه، بأن الأصداء الآتية من الجامعة العربية، تُشير إلى أن هناك 3 دول مهمة، هي مصر والسعودية وقطر، تعتبر أن عودة النظام إلى الجامعة العربية ليست مطروحة الآن، لأنه لم يُظهر أي إشارات تدفع الى تعديل موقفها منه.
وتابع: “وبما أن القرارات في الجامعة تؤخذ على أساس التوافق، فقد لا تعود سورية إلى مقعدها في الجامعة في خلال القمة العربية المرتقبة في الجزائر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، علماً أن المفاجآت في العالم العربي ليست مستغربة”. حسب تعبيره.
وفي رده حول موقف بلاده إذا عاد النظام إلى الجامعة العربية، قال: “ما تسمعه باريس من هذه الدول، أنه طالما النظام تحت هيمنة إيران، ولم يعدل مواقفه ولم يجرِ إصلاحات، لن توافق على عودته إلى الجامعة العربية”.
وأوضح أنه في كل مرة حصل فيها تسامح باتجاه النظام السوري من دول عربية، “كان النظام يستفيد ولا يعطي أي شيء في المقابل”.
وشدد الدبلوماسي الفرنسي في تصريحاته، التي جاءت عشية انعقاد مؤتمر بروكسل حول سورية، على أن التطورات في سورية “لا تشير إلى إمكان إنهاء النزاع الدائر هناك، وأن سياسة النظام ومواقفه لا تعكس اتجاهاً للسير في حل حقيقي للأزمة”.
وختم بالقول: “الوضع سيّئ مع استمرار زيادة الحاجات الإنسانية وتفاقم تهريب المخدرات، وتعقّد عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم. والوضع يؤكد استمرار النزاع القائم على عكس ما يروج له النظام ومن يدعمه، خصوصاً روسيا”.
“مقعد شاغر”
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، قررت الجامعة تجميد عضوية سورية، على خلفية لجوء نظام بشار الأسد إلى الخيار العسكري، لإخماد ثورة شعبية مناهضة لحكمه، ولعدم التزام النظام بقراراتها، فيما يتعلق بالمبادرة العربية حينها، لوقف العنف في الشوارع التي كانت تشهد مظاهرات ضده.
وفي مايو/ أيار 2013، قرر وزراء الخارجية العرب منح مقعد سورية بالجامعة إلى ائتلاف قوى الثورة والمعارضة، وبالفعل تسلم المقعد في قمتي الدوحة 2013 والكويت 2014، لكن من حينها لم تتم دعوة الائتلاف إلى القمم العربية، وسط أحاديث عن تباينات بين عواصم عربية في هذا الشأن.
وتطور بعدها الموقف العربي باتجاه فرض عقوبات اقتصادية، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي وسحب السفراء من دمشق.
إضافة إلى ذلك، انخرطت العديد من تلك الدول في دعم المعارضة وقوى الثورة في سورية بعدة مستويات، سياسية وعسكرية وإغاثية، الأمر الذي كان يُظن حينها أنه سوف يكون عقبة في أي عملية إعادة للعلاقة ما بين تلك الدول ونظام الأسد.
لكن تعالت منذ فترة أصوات عربية، تدعو إلى عودته للجامعة خلال القمة المقبلة بالجزائر أواخر العام الجاري، دون توافق حتى الآن.
وأعلن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، في 6 مارس/ آذار الماضي، أنه بحث مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، تَسلم مقعد سورية الشاغر في الجامعة، ومواجهة “دعوات إعادة تأهيل نظام بشار أو عودته للجامعة”.
الائتلاف الوطني السوري يبدأ زيارة رسمية إلى جامعة الدول العربية في #القاهرة ويجتمع مع أمينها العام أحمد أبو الغيط.#سوريا #سورية #مصر pic.twitter.com/u4axxSoYbW
— الائتلاف الوطني السوري (@SyrianCoalition) March 6, 2022
وأفاد الائتلاف، عبر سلسلة تغريدات، بأن اللقاء مع أبو الغيط شمل “تفعيل دور الجامعة في الدفع باتجاه الانتقال السياسي في سورية”.
وأكد على “ضرورة متابعة الجامعة عزل النظام الفاقد للشرعية سياسياً واقتصادياً، لإجباره على الرضوخ للحل السياسي، وضرورة تسليم مقعد سورية في الجامعة للائتلاف، كونه الممثل الشرعي للشعب السوري، ومشاركته في دوائر ولجان الجامعة”.