حددت تركيا شرطين مقابل قبولها انضمام فنلندا والسويد لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، فيما تحدث وزير خارجيتها، مولود جاويش أوغلو عن ضرورة “وجود ضمانات”.
وكان الوزير التركي قد شارك، أمس الأحد، في اجتماع وزارء الخارجية الذي عقد في مقر حلف شمال الأطلسي.
وذكرت صحيفة “صباح“، اليوم الاثنين، أن جاويش أوغلو قدم شرطين للسويد وفنلندا، وهما بأنه “يجب عليهم التوقف عن دعم الإرهاب، وعليهم أيضاً رفع القيود المفروضة على صادرات الصناعات الدفاعية إلى تركيا”.
وشدد جاويش أوغلو، في تصريحاته عقب الاجتماع، على أن تركيا “دعمت دائماً سياسة الباب المفتوح لحلف الناتو وأكد أن تضامن الحلف مهم للغاية، لا سيما في مواجهة التهديدات”.
وفي إشارة إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان يشاطر موقف تركيا فيما يتعلق بعضوية فنلندا والسويد المحتملة في الناتو، قال الوزير التركي إن هذا البيان “له تداعيات”.
وتابع: “هذين البلدين لديهما اقتراحات لمعالجة مخاوف تركيا. سنرى الضمانات التي سيقدمونها في الأيام المقبلة”.
وتتهم تركيا، العضوة في حلف الناتو، البلدين وخصوصاً السويد بإيواء ناشطين من “حزب العمال الكردستاني”، الذي تعتبره أنقرة ومعها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة “منظمة إرهابية”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن قد قال، في تصريحات للصحفيين، بعد اجتماع لوزراء خارجية الناتو في برلين: “هناك دعم كبير لانضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، وسنصل إلى توافق بهذا الشأن”.
وأضاف بلينكن: “تحدثت مع وزير الخارجية التركي بشأن مسألة انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو وأثق في التوصل لتوافق”.
وفي برلين بألمانيا طلبت فنلندا رسمياً، الأحد، الحصول على عضوية “الناتو”، مؤكدة أن الغزو الروسي لأوكرانيا غير المشهد الأمني لأوروبا، وذلك رغم تأكيد الأمين العام للحلف أن “الحرب الروسية في أوكرانيا لن تسير كما خططت موسكو”.
وبعد عدة ساعات، وافق الحزب الحاكم في السويد أيضاً على الانضمام إلى الناتو، وهي خطوة قد تؤدي إلى تقديم طلب في غضون أيام.
شروط الانضمام للناتو؟
ولا يتطلب “الناتو” من الدول تبني تشريعات معينة في قوانينها المحلية كشرط للانضمام للحلف، على غرار ما يحدث في الاتحاد الأوروبي.
وتؤكد المادة 10 من معاهدة واشنطن أنه يجوز للحلفاء أن يدعوا بالإجماع “أي دولة أوروبية أخرى في وضع يمكنها من تعزيز مبادئ هذه المعاهدة والمساهمة في أمن منطقة شمال الأطلسي”.
وبحسب تقرير لمجلة “إيكونوميست” فإن الحصول على العضوية هو “إلى حد كبير مسألة تقديرية سياسية، وقبل كل شيء يخضع لرغبة الولايات المتحدة، أكبر مساهم في الحلف والضامن النهائي له، والتي توسع ردعها النووي من خلاله”.
وأرجعت المجلة تراجع توسع الناتو في السنوات الأخيرة إلى سببين هما: الصراعات المتشابكة في غرب البلقان، فقد انضمت مقدونيا الشمالية فقط بعد تسوية نزاع طويل الأمد مع اليونان بشأن اسمها الرسمي، ولا تزال البوسنة والهرسك، التي مزقتها التوترات الداخلية، تنتظر موافقة الحلف على طلبها.
أما الثاني: هو عداء روسيا ورفضها لانضمام جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق إلى هذا الحلف، ولا سيما جورجيا وأوكرانيا.
ويتعين على الأعضاء المحتملين إرسال خطاب نوايا إلى الناتو، وبافتراض موافقته، يتم إجراء محادثات بشأن مجموعة من القضايا السياسية والدفاعية والقانونية والتقنية.
ويضع الناتو بعد ذلك بروتوكولات الانضمام، التي يمكن أن يوقعها الوزراء أو السفراء لدى الناتو.
حتى لو أمكن اتخاذ هذه الخطوات الأولية بسرعة، في غضون أسابيع قليلة، تتطلب العضوية تصديق جميع أعضاء الناتو الحاليين، الأمر الذي قد يستغرق شهوراً.
ويتوقع مسؤولو الناتو أن العملية بالنسبة لفنلندا والسويد ستكون أسرع بكثير. قال أحدهم: “هذه ليست أوقاتاً عادية”.
وقال الأمين العام لحلف “الناتو”، ينس ستولتنبرغ إنه واثق من إمكانية تسريع عملية انضمام فنلندا والسويد مع الدول الأعضاء الحالية.
وأكد أنه في غضون ذلك، سيزيد التحالف من وجوده في منطقة البلطيق لردع التهديدات الروسية”، مضيفاً: “يدرك جميع الحلفاء الحجم التاريخي لهذه اللحظة”.
ورددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك هذا الشعور، أمس الأحد، وقالت “السويد وفنلندا، إذا كنتم على استعداد، فنحن مستعدون”.