روسيا وسورية..التحركات “تحت دائرة الضوء” وهل من انسحاب؟
باتت التحركات الروسية في سورية “تحت دائرة الضوء”، بعدما نشرت وسائل إعلام غربية ومحلية، تقارير عن “عمليات انسحاب” جزئي من بعض المواقع في البلاد، آخرها قرب خطوط التماس مع فصائل المعارضة بريف اللاذقية الشمالي.
وكانت أولى هذه التقارير من جانب صحيفة “موسكو تايمز”، حيث قالت في التاسع من شهر مايو / أيار الحالي إن “روسيا بدأت عملية سحب بعض قواتها من سورية للمساعدة في تعزيز قواتها في أوكرانيا”.
وفقاً لتقرير الصحيفة التي تتحذ من هولندا مقراً لها، فقد “تم نقل العديد من الوحدات العسكرية من قواعد في جميع أنحاء البلاد إلى ثلاثة مطارات متوسطية، حيث سيتم نقلهم إلى أوكرانيا”.
وجاء في التقرير أيضاً أن “القواعد التي تم التخلي عنها الآن تم نقلها إلى الحرس الثوري الإيراني شبه العسكري، وكذلك إلى جماعة حزب الله اللبناني”.
بدورها تحدثت مصادر إخبارية مقرّبة من “هيئة تحرير الشام”، في اليومين الماضيين، عن “انسحابات أقدمت عليها قوات روسية في ريف اللاذقية الشمالي، لصالح قوات لميليشيات إيرانية”.
ولم تتأكد المعلومات المذكورة بشكل رسمي حتى الآن، وخاصة من الجانب الروسي.
لكن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف أشار الخميس، إلى أن إغلاق الأجواء التركية أمام الطائرات الروسية المتوجهة إلى سورية أثّر على عمل القواعد العسكرية هناك.
من جانبه قال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، قبل أيام إن “الدور الروسي في سورية يتراجع”، وأن “هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم”، مضيفاً: “للأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا”.
“إعادة تموضع”
ويذهب نوّار شعبان وهو باحث في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، إلى أنّ عمليات النقل التي تجريها روسيا لقواتها من محور لآخر في سورية يندرج تحت ما يعرف بـ”إعادة التموضع”.
ويوضح الباحث في حديثه لـ”السورية.نت” أن “الحديث عن عملية انسحاب تعني انسحاب لوجستي كامل لنقطة ما إلى جانب الانسحاب العسكري إلى القاعدة استعداداً لمغادرة البلاد. وهو ما لم يحدث خلال الأيام القليلة الماضية مع القوات الروسية”.
ويردف شعبان أنّ “إعادة التموضع للقوات الروسية من موقع إلى موقع آخر يأتي خدمة لأهداف لوجستية لروسيا”.
ويضيف أن تواجد القوات الروسية عملياً في خطوط التماس “هو دور إشرافي فقط”، وخاصةً بعد انسحاب قوات “فيغا” الروسية إلى مطار حماة العسكري.
“وسيلة ضغط”
من جانب آخر تلجأ روسيا، بحسب الباحث السوري إلى نقل قوّاتها كما حدث في الجنوب السوري، ضمن إطار “الضغط”.
ويوضح ذلك بالقول أن “التصعيد الإسرائيلي يأتي في الوقت الحالي تماشياً مع التصعيد الإيراني في سورية، وبناءً على تكثيف وتنوّع تحركاته في مواقع مختلفة في اللاذقية والجنوب وسهل الغاب”.
واستهدفت صواريخ إسرائيلية مواقع عسكرية في محيط العاصمة دمشق، ليلة أمس الجمعة، بعد أقل من أسبوع من ضربات مماثلة استهدفت نقاطاً في مصياف بريف حماة الغربي، ومناطق أخرى بالساحل السوري.
لماذا القوات الإيرانية بديلاً؟
في غضون ذلك يتفق الباحث السوري ضياء قدور، في تحديد دوافع ما وصفه بـ”الانسحاب الجزئي” للقوات الروسية، مع رأي شعبان، من كونه “وسيلة ضغط”.
ورأى قدّور في حديثٍ لـ”السورية.نت” أنّ “روسيا تمارس ضغطاً مزدوجاً على إسرائيل والأردن في الجنوب السوري وتركيا في الشمال السوري، من خلال سحب قواتها وإحلال قوات إيرانية بدلاً عنها”.
ويجد الباحث في الشأن الإيراني أنّ “روسيا تتخذ من القوات الإيرانية فزاغةً تساوم من خلالها الدول الضالعة في الشأن السوري، لكن بالمقابل لن تسمح لها بتوسعة نفوذها”.