تقرير: النظام يحتجز أمجد يوسف أبرز منفذي مجزرة التضامن
قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“، إن النظام السوري “يحتجز” أمجد يوسف، أحد أبرز منفذي مجزرة حي التضامن، التي كشفت عنها قبل أسابيع صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وأضافت الشبكة في تقريرها الصادر، اليوم الاثنين، أن النظام “يتحفَّظ على أمجد يوسف؛ ولم تتم عملية الاحتجاز وفق مذكرة قضائية، استناداً إلى تهمة محددة”.
كما لم تتم إحالته إلى القضاء، ولم يصدر عن النظام أية معلومة تشير إلى اعتقاله، بحسب الشبكة.
وجاء في التقرير أن “يوسف” متورط مع العديد من الجهات في النظام في هذه الجرائم الفظيعة، و”يبدو أن هناك خشية من انكشاف مزيد من المتورطين”.
وحذرت “الشبكة السورية” من تعمد النظام السوري “إخفاء أمجد يوسف مدى الحياة أو قتله، بعد أن اعترف بجرائمه”.
وتابعت: “لو لم يكن متورطاً على أعلى المستويات، لما اعتقله النظام”، مشيرةً إلى أن الأخير “يحافظ على مرتكبي الانتهاكات، وفي بعض الأحيان يقوم بترقيتهم، كي يرتبط مصيرهم بمصيره بشكل عضوي دائماً، وكي يصبح الدفاع عنه جزءاً أساسياً من الدفاع عن أنفسهم”.
“الوفاء للمجرم”
وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد كشفت في وقت سابق، عن جريمة حرب نفذها عناصر من مخابرات نظام الأسد، على رأسهم أمجد يوسف في عام 2013، داخل حي التضامن بمحيط دمشق.
وأظهر التسجيل المصور الذي عرضته الصحيفة، عناصر من مخابرات نظام الأسد، وهم يعدمون عدد من المدنيين وهم معصوبو الأعين، وأيديهم مقيدة، قبل دفعهم إلى حفرة وإطلاق الرصاص عليهم قبل حرقهم.
وقالت الباحثة السورية أنصار شحود، التي شاركت في إعداد التحقيق، إن “النظام ليس غبياً لاغتيال أمجد وتهديد الأشخاص الذين يعملون معه بطريقة وفية”.
وأضافت شحود في حديث سابق لـ”السورية نت”، أن فيديو المجزرة، هو “جزء من جريمة أكبر والتي هي العبودية الجنسية، والاغتصابات التي تمت للنساء لسنين طويلة، إضافةً إلى الاستيلاء على الأملاك في المنطقة وتحويلها لسجون، إذ يوجد 50 سجناً في المنطقة إلى جانب عمليات التعذيب والقتل و”السخرة”.
من هو أمجد؟
أمجد يوسف من مواليد قرية “نبع الطيب” في سهل الغاب بريف حماة عام 1986، وينحدر من عائلة مكونة من 10 أخوة وأخوات، وكان أبوه عنصراً في المخابرات.
التحق يوسف في مدرسة المخابرات العسكرية الواقعة في منطقة ميسلون في ضاحية الديماس في دمشق عام 2004، وأمضى فيها تسعة أشهر من التدريب المكثّف.
في 2011 أصبح يوسف صف ضابط “مُحقِّق”، في فرع المنطقة أو الفرع 227، وهو فرع تابع للأمن العسكري “شعبة المخابرات العسكرية”.
وبعد اندلاع الثورة السورية تم تعيين يوسف في قسم العمليات، ليكون مسؤولاً في قيادة العمليات العسكرية، في منطقتي التضامن واليرموك جنوبي دمشق، قبل أن ينهى تكليفه لاحقاً بعد انتهاء المعارك في المنطقة ونقله إلى الفرع.
ويعرب يوسف عن “الفخر” بارتكاب المجزرة في حي التضامن، ثأراً لمقتل شقيقه الأصغر الذي قتل في 2013 خلال خدمته في قوات الأسد”.
ويقول يوسف لمعدة التحقيق، أنصار شحود، التي أنشأت حساباً وهمياً على منصة “فيس بوك” باسم “آنا”، وتواصلت معه بصفتها مؤيدة للنظام: “لقد انتقمت، أنا لا أكذب عليكِ. لقد انتقمت، لقد قتلت. لقد قتلت كثيراً، قتلت كثيراً ولا أعرف عدد الأشخاص الذين قتلتهم”، مضيفاً: “أنا فخور بما فعلت”.