جددت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) دعوتها للنظام السوري للتعاون من أجل “مواجهة” العملية العسكرية التي تهدد تركيا بشنها، منذ أسابيع، في الوقت الذي وصفهم بشار الأسد بـ”العملاء”.
وقال فرهاد شامي الناطق باسم “قسد”، اليوم الجمعة: “لقد أعربنا سابقاً عن استعدادنا للتنسيق مع من يوجّه سلاحه للاحتلال التركي. وحكومة دمشق هي إحدى تلك القوى التي تقول إنّها ضد المحتلين”.
وأضاف: “قلنا يمكن أن نتعاون في النضال ضد الاحتلال، ومناقشة باقي المشاكل لاحقاً”.
وكان النظام السوري “ينظر للخلف كثيراً وتجري المساومات في المرات السابقة”، بحسب تعبير شامي.
وتابع: “نقول إنّ على حكومة دمشق هذه المرّة النظر إلى الأمام ورؤية الاحتلال التركي جيداً، واتّخاذ موقفٍ عسكري فاعل، وعدم الاكتفاء بالمشاهدة وحسب”.
ويأتي ما سبق في ظل تأكيد تركيا على إطلاق عملية عسكرية تستهدف مواقع انتشار “قسد” في مناطق متفرقة شمالي سورية، على رأسها منبج وتل رفعت بريف حلب.
كما أنه يتبع طلب قائد “قسد”، مظلوم عبدي من قوات الأسد، قبل أيام، بتأمين “أنظمة دفاع جوي ضد الطائرات المسيرة”، في حال شنت تركيا عملية عسكرية جديدة شمال سورية.
وفي مقابلته مع قناة “روسيا اليوم“، أمس الخميس، كان رأس النظام، بشار الأسد قد وصف “القوى الكردية” في شرق سورية بـ”العملاء”.
وقال: “مشكلة الاحتلال، أيّ احتلال في أيّ بلد، أو بأي غزو هي ليس الغزو بحد ذاته مهما كان الجيش كبيراً، المشكلة هي العملاء الذين يسيرون مع الغازي، هنا تكمن المشكلة وهذا موجود في سورية”.
وأضاف: “هناك قوىً تعمل تحت سلطة الأمريكي بالنيابة عنه ضد وحدة المجتمع السوري. طالما أنّ هناك عمالة فسيبقى المحتل قوياً”.
وخلال الأيام الماضية صدرت تصريحات من قبل مسؤولين أتراك، أكدوا فيها عزم بلادهم، شن عملية عسكرية ضد “قسد” شمال سورية.
وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، أن العملية العسكرية التي تنوي بلاده تنفيذها في سورية، تستهدف السيطرة على منطقتي تل رفعت ومنبج بريف حلب.
وكانت مفاوضات جرت بين “قسد” ونظام الأسد برعاية روسية، العام الماضي، بعد تهديدات تركية مماثلة حول دخول قوات الأسد إلى المنطقة، إلا أن هذه المفاوضات باءت بالفشل.
وفي أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، قال القيادي الكردي، صالح مسلم، عضو الهيئة الرئاسية لحزب “الاتحاد الديمقراطي”، إن نظام الأسد وروسيا طلبوا من “الإدارة الذاتية” تسليم مدينة منبج شرقي حلب، إلى تركيا.
وقال مسلم في حديثه لصحيفة “الشرق الأوسط”، إن “موسكو ودمشق ادعتا مراراً أن الجيش التركي سيهاجم مدينة منبج، وقالتا لنا عليكم تسليمها للأتراك وإذا لم تسلموها فسنهاجم نحن (أي موسكو ودمشق)”.
كما أعلنت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) إلهام أحمد، في نوفمبر العام الماضي، رفض عرض روسي بإدخال مقاتلين من قوات الأسد إلى مدينة “عين العرب”(كوباني).
وقالت أحمد إن “مسؤولي شمال شرقي سورية رفضوا مقترحاً روسياً بإدخال ثلاثة آلاف عنصر من القوات الحكومية إلى مدينة كوباني (عين عرب)”.
وأوضحت أن سبب الرفض هو منع سيناريو درعا في “عين عرب”، حسبما نقلته وكالة “نورث برس” المحلية.