شمال غربي سورية يسجل أعلى حصيلة لضحايا الغرق.. والدفاع المدني يحذر
تزايدت حالات الغرق في شمال غربي سورية مؤخراً، وسجلت فرق “الدفاع المدني” الجمعة الفائتة 15 يوليو/ تموز الجاري، الحصيلة الأعلى للوفيات غرقاً منذ مطلع العام الحالي.
ووثقت الفرق وفاة 5 أشخاص غرقاً، بينهم 3 أطفال، وأعلنت عن تمكنها من إنقاذ 10 آخرين، بينهم 9 أطفال في بحيرة ميدانكي بريف عفرين، وعين الزرقاء قرب دركوش بريف إدلب الغربي.
وارتفعت حصيلة الوفيات غرقاً منذ بداية العام الحالي في شمال غربي سورية إلى 25 حالة وفاة، وفقاً لإحصاءات فرق “الدفاع المدني”، فيما أنقذت أكثر من 35 مدنياً كادوا أن يغرقوا، قبل أن تسعفهم إلى المستشفيات، خلال ذات الفترة.
وتعتبر المسطحات المائية في المنطقة، وجهة الأهالي الوحيدة خلال أشهر الصيف بقصد السبّاحة والتنزّه.
مسطحات “غير صالحة”
يعتبر أسامة عربو، وهو متطوع في فريق “الإنقاذ المائي” في الدفاع المدني السوري، أنّ “المسطحات المائية في منطقة شمالي غربي سورية غير صالحة للسباحة، وخطرة جداً على السبّاح المتمرّس أو المنقذ”.
والمسطحات المائية الرئيسية في المنطقة، هي بحيرة ميدانكي ونهر الفرات، وسواقي المياه في عفرين، ونهر دير بلوط، ونهر العاصي، وعين الزرقاء.
وقال عربو في حديثٍ لـ”السورية.نت”، إنّ “سبب خطورة السباحة ببحيرة ميدانكي، عدم وجود شاطئ نهائياً على معظم ضفاف البحيرة، لأنها منطقة جبلية ذات منحدرات خطيرة إضافة إلى أن قيعانها الطينية تمنع الرؤية داخل الماء، وقد تسبب برودة مياهها الشديدة تشنجات عضلية، أو توقف مفاجئ لعضلة القلب، جراء التفاوت الحراري بين حرارة الجسم وحرارة المياه”.
وزاد في حديثه عن خطورة السباحة في نهري الفرات والعاصي: “هما خطران جداً، بسبب برودة المياه والتيارات المائية، وتفاوت أعماقهما المفاجئ، إضافة لوجود أعشاب في قيعانهما يعلق بها من يسبح”.
ويضيف عربو حول سواقي المياه الموجودة في منطقة عفرين: “خطرة جداً وغير صالحة للسباحة أبداً، وخاصة أن حواف هذه السواقي تنمو عليها أعشاب تجعل عليها مادة لزجة، تمنع القدرة على الخروج منها، كما توجد بها تيارات مائية تشكل خطورة كبيرة”.
كما تحدث عن تباين أسباب الغرق من حالة لأخرى ومن مسطح مائي لآخر، موضحاً أنّ أبرزها “السباحة دون اتخاذ إجراءات السلامة الضرورية والجهل بطبيعة تلك المسطحات، وخاصة أن أغلب حالات الغرق المسجلة هي لمهجرين يجهلون طبيعة هذه المسطحات المائية الخطرة، وترك الأطفال يسبحون بمفردهم”.
نصائح وإرشادات
ينصح عربو باتخاذ جملة من الإجراءات والإرشادات، لكن شريطة أن يكون “المكان آمن للسباحة، وهذا الأمر لا ينطبق على جميع الأنهار والبحيرات في شمال غربي سورية”، حسب قوله.
ومن جملة الإرشادات، أضاف: “طوق نجاة وحبل لا يقل طوله عن 50 متراً وتثبيته بشكل جيد، وعدم النزول للمياه بشكل مفاجئ لتجنب الفروقات الحرارية، والانتباه بشكل جيد للأطفال خلال السباحة، وعدم تركهم بمفردهم”.
وعلى الرغم من خطورة المسطّحات المائية، يقصدها الأهالي، بديلاً عن المسابح والمزارع الخاصة ذات الإيجار المرتفع.
يقول في هذا الصدد، محمد دبل وهو ناشط من سكان مدينة دركوش، لـ”السورية.نت”، إنّ “لجوء الأهالي لهذا النوع من المسطحات التي كانت أساساً مكاناً لتجميع المياه قبل ضخمها، هو غلاء إيجار المسابح الخاصة والمنتجعات، غير القادرين على تحمّل هذه النفقات المرتفعة جداً قياساً على مدخولهم”.
ولا يكاد يقل إيجار يوم واحد لمسبح أو مزرعة خاصة عن 40 دولاراً أمريكياً، ويصل في البعض منها إلى حوالي 150 دولاراً في أيام العطل والأعياد، وهي أرقام لا يحتملها غالبية سكان المنطقة.
ويشير دبل، إلى أنّ “غالبية سكان المنطقة سواء من المقيمين أو النازحين، يجهلون تفاصيل هذه المسطّحات، وخاصةً في منطقة دركوش، الأمر الذي يعرضهم للخطر، على خلاف سكان المدينة الذين يدركون أماكن الصخور والموجات القوية والضعيف ودوّارات المياه”.
ويلفت إلى أنّ “حالة وفاة خلال السباحة سجّلت مؤخراً في مدينة دركوش ليست بسبب الغرق، إنما نتيجة ارتطام شخص بصخرة كان يجهل مكانها، ما أدى إلى وفاته”.