شهدت بعض المناطق في شمال غربي سورية، ليل أمس الخميس، احتجاجات شعبية، على خلفية التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية التركية، بشأن العلاقة مع نظام الأسد.
وكان وزير خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو قد نفى أمس، صحة الأنباء التي نشرتها وسائل إعلام في بلاده، وألمحت فيها إلى احتمال حصول اتصال هاتفي بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ورأس النظام، بشار الأسد.
لكنه كشف عن “لقاء قصير” جمعه مع وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد في بلغراد، في أكتوبر / تشرين الأول عام 2021، وأنه “من الضروري تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سورية بطريقة ما”.
وأثارت هذا الموقف احتجاجات شعبية خرجت في مناطق ريف حلب الشمالي، بالإضافة إلى محافظة إدلب.
ونشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة، أظهرت مئات المدنيين، وهم يهتفون “لا مصالحة مع الأسد”، منتقدين الموقف الذي أبداه جاويش أوغلو.
وتزامن ذلك مع اتجاه قادة فصائل “الجيش الوطني السوري” لنشر تغريدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أبدوا في معظمها مواقف رافضة لأي “مصالحة مع النظام السوري”.
مظاهرة ليلية في #إدلب الآن احتجاجا على التصريحات التركية.. pic.twitter.com/BRbXVm7M0t
— أحمد رحال Ahmed Rahhal (@pressrahhal) August 11, 2022
ومن المقرر أن تستمر الاحتجاجات في شمال سورية حتى اليوم الجمعة، عقب الصلاة، بحسب دعوات نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى مدى السنوات الماضية كان الجانبان (تركيا، النظام السوري) قد أبقيا فقط في التواصل على الخط الاستخباراتي، بعيداً عن أي تواصل دبلوماسي أو سياسي.
اعزاز مظاهرات ضخمة في عدد من الشوارع الآن pic.twitter.com/JFpiPksjzk
— ماجد عبد النور (@Magedabdelnour1) August 11, 2022
وكانت صحيفة “تركيا” المقربة من الحكومة التركية، قالت في تقرير لها، يوم الثلاثاء، إن بوتين اقترح على أردوغان عقد لقاء مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، حول الملف السوري.
ونقلت الصحيفة عن مصادر “مطلعة”، أن دولة خليجية وأخرى إسلامية إفريقية تجري اتصالات دبلوماسية مع الجانبين، من أجل لقاء أردوغان- الأسد.
وأضافت المصادر أن أنقرة تقول إن اللقاء “المبكر جداً” وقد يتم عقده عبر الهاتف وليس وجهاً لوجه.
من جديد الثوار يقولون كلمتهم في ساحات الحرية
لامصالحة مع النظام
توحد الجميع برفض المصالحة هنا يكمن معدن الأحرار
لن يقبل أحد بمصالحة من قتل وهجر الملايين pic.twitter.com/15tvvVWZPd— fawaz jwaid (@fawaz_jwaid) August 11, 2022
لكن جاويش أوغلو وفي سياق حديثه، أمس الخميس، قال إن الاتصال بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبشار الأسد “غير وارد حالياً”.
وأضاف: “يجب أن تكون هناك إرادة قوية لمنع انقسام سورية، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف”.
وتأتي التطورات السابقة بعد أيام من لقاء سوتشي الذي جمع أردوغان بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين.
وعقب اللقاء قال أردوغان إن بوتين اقترح عليه “العمل مع النظام السوري”، من أجل حل التهديدات الأمنية التي تواجهها تركيا على طول حدودها الجنوبية.
لعل حالة الغضب التي تجتاح الشمال السوري الآن لا تقتصر على تصريح مصالحة النظام، ولكنها أيضاً دليل احتقان متراكم ضد مشاكل إدارة المنطقة، الاحتقان حين ينفجر لا يكون منظماً وتحدث فيه تجاوزات مثل الإساءة للعلم والرموز التركية، هذه أفعال مدانة ومضرة ومهمة المؤثرين والمؤسسات منع حصولها
— أحمد أبازيد (@abazeid89) August 11, 2022