النظام يتذرع بـ”داعش” ولا يقدم أسماء.. ماذا يجري في جاسم بدرعا؟
تشهد مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي، منذ أيام، تصعيداً أمنياً من جانب قوات النظام السوري، والتي اعتقلت عدداً من الشبان، في مسعى للضغط على الأهالي، بعد فشل المفاوضات.
في أواخر شهر أغسطس/آب الماضي، استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى محيط جاسم، لتنشئ نقطة عسكرية، وتنتشر في منطقة الصيرة وبعض المزارع.
وأجرت قوات النظام، حسب “تجمع أحرار حوران”، عمليات تفتيش دقيقة قبيل انتشارها في المنطقة، واستخدمت طائرات مسيرة صغيرة الحجم من نوع “فانتوم”، لرصد الأوضاع في محيط النقطة العسكرية الجديدة.
وخلال الأيام الماضية، جرت مفاوضات بين قياديين سابقين في الفصائل ووجهاء المدينة، وبين ضباط وأعضاء من اللجنة الأمنية التابعة لقوات الأسد، وعلى رأسهم رئيس فرع الأمن العسكري في درعا العميد لؤي العلي.
وقالت مصادر إعلامية من جاسم لـ”السورية. نت”، اليوم الاثنين، إن المفاوضات “تعثرت” في ظل إصرار النظام على وجود عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” في المدينة، وهو ما ينفيه الأهالي، بينما طالبوا بتحديد الأسماء من جانب النظام. وهو ما رفضه الأخير.
وأكدت المصادر أن النظام يدعي وجود خلايا للتنظيم تتحصن في مدينة جاسم وتقوم باغتيالات، “بهدف التضيق على الأهالي ونصب حواجز في المنطقة”.
وأعقب تعثر المفاوضات تصعيد من قبل حواجز النظام، التي تم تثبيتها، مؤخراً.
واعتقل حاجز يتبع لجهاز “المخابرات الجوية” على الطريق الواصل بين مدينتي نوى وجاسم خمسة شبّان من أبناء المنطقة، حسب شبكة “درعا 24“.
وقالت الشبكة إنه “تم إطلاق سراح واحداً منهم من سكّان مدينة جاسم، بعد قدوم ذويه للحاجز/ وقد دفعوا للضابط الموجود مبلغاً مالياً مقابل الإفراج عنه”.
كما أفرج عن اثنين مقابل دفعهم 5 ملايين ليرة سورية.
من جانبه نقل “تجمع أحرار حوران”، عن قيادي سابق في “الجيش الحر” من مدينة جاسم، لم يذكر اسمه لأسباب أمنية، قوله إن “قوات النظام صعّدت خلال اليومين الماضيين من عمليات الاعتقال بحق أبناء المنطقة، وذلك بعد رفض وجهائها الانصياع لمطالب ضباط النظام”.
وأضاف القيادي أن “فرع الأمن العسكري وبأوامر من العميد (لؤي العلي) اعتقل خلال الـ 24 ساعة الأخيرة 12 شخصاً على الحواجز العسكرية في المنطقة، وطالب معظمهم بدفع 5 ملايين ليرة سورية مقابل كل شخص لإطلاق سراحهم”.
وأشار إلى أن “ضباط النظام يحاولون الضغط على المنطقة، بعد رفض الوجهاء الذهاب لمدينة درعا والتفاوض معهم، ومن ثم قدومهم إلى المدينة والاجتماع بالوجهاء، وفشل التوصل لاتفاق”.
لماذا جاسم؟
ما يحصل في جاسم شهدته العديد من المناطق في ريف درعا، كان آخرها مدينة طفس التي شهدت الشهر الماضي، قصفاً بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة، بعد محاصرتها من قبل قوات النظام مطالبة بتسليم مطلوبين أو خروجهم من المدينة.
ويقول الناشط الحقوقي، عمر الحريري إنه وعقب الأشهر الأولى من “التسوية” بات النظام السوري يتذرع بوجود عناصر لـ”داعش” بشكل دائم في كل منطقة، في محاولة منه لـ”تغيير الوضع فيها، أو إجراء اتفاقية تسوية جديدة”.
وحسب الحريري، فقد حصل سابقاً في طفس واليادودة ونوى، واليوم في جاسم، متوقعاً امتداد خطة النظام لاحقاً إلى مناطق أخرى.
وأضاف الناشط الحقوقي لـ”السورية.نت”: “النظام يتذرع حالياً بأن هناك عناصر لداعش في جاسم. نصب حواجز جديدة في محيط المدينة، ويسعى للدخول من أجل التفتيش والاعتقال”.
ويتابع: “لكن وجهاء المدينة في اجتماعهم مع ضباط النظام طلبوا تحديد من هم هؤلاء الدواعش، نافين وجود أحد منهم، بينما رفض النظام إعطاء الأسماء، ما يؤكد فعلاً أنها ذريعة لا أكثر”.
ويعود اختيار جاسم في الوقت الحالي كهدف أمني للنظام نظراً “لعدد سكانها الكبير وحالتها المستقرة وموقعها بين الصنمين ونوى وعموم ريف درعا الشمالي الغربي”.
ووفق الناشط الحقوقي: “النظام السوري يريد التضييق أكثر على الأهالي هناك وفرض حواجز للتشليح والسلب”.