تجدد حديث “التطبيع” بين أنقرة والنظام السوري، خلال الساعات الماضية، بعدما كشفت وكالة “رويترز” عن لقاءات استخباراتية في العاصمة دمشق، وفي وقت أدلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بتصريحات جديدة ولافتة.
ونقلت وكالة “رويترز” أمس الخميس، عن 4 مصادر أن رئيس جهاز الاستخبارات التركي، حقان فيدان عقد عدة اجتماعات مع نظيره السوري، علي مملوك خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتعتبر هذه الاجتماعات التي حصلت في العاصمة دمشق مؤشر على جهود روسية لتشجيع “ذوبان الجليد” بين الدولتين، وفق “رويترز”.
وأجرى فيدان ومملوك تقييماً لإمكانية وكيفية أن يلتقي وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير خارجية النظام فيصل المقداد في نهاية المطاف، وفقاً لمسؤول تركي كبير ومصدر أمني تركي.
وقال المسؤول التركي: “تريد روسيا أن تتخطى سوريا (النظام السوري) وتركيا مشاكلهما وتتوصلان إلى اتفاقات معينة .. تصب في مصلحة الجميع، تركيا وسوريا على حد سواء”.
ولم يصدر أي تأكيد رسمي من جانب أنقرة أو النظام السوري عما نقلته وكالة “رويترز” بشأن زيارات فيدان المتكررة إلى دمشق.
من جانبه نشر الصحفي المقرب من الحكومة، عبد القادر سيلفي مقالة أورد فيها تصريحات جديدة للرئيس التركي، بشأن العلاقة مع نظام الأسد ورأسه.
وقال سيلفي عبر صحيفة “حرييت” إن أردوغان أبدى رغبته في لقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد بقوله: “لو كان حاضراً في قمة منظمة شنغهاي التي عقدت في العاصمة الأوزبكية سمرقند”.
وأدلى أروغان بهذه التصريحات في اجتماع مغلق لحزب العدالة والتنمية الحاكم، يوم الاثنين.
ونقل سلفي عن الرئيس التركي: “أتمنى لو كان الأسد قد جاء إلى أوزبكستان، لكنت تحدثت معه. لكنه لا يستطيع الحضور إلى هناك. هو ذهب إلى الحرب مع فصائل المعارضة للحفاظ على سلطته. اختار حماية سلطته. وكان يعتقد أن يحمي المناطق التي يسيطر عليها، إلا أنه لم يستطع حماية مناطق واسعة”.
ومن المقرر أن يلتقي أردوغان، الموجود في أوزبكستان لحضور اجتماع شنغهاي، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة.
وسيكون هذا هو الاجتماع الثاني بين أردوغان وبوتين، خلال 40 يوماً.
وسبق وأن قال أردوغان عقب لقائه نظيره الروسي في سوتشي، مطلع أغسطس الماضي، أن الأخير طرح له مقاربة بشأن العملية العسكرية في شمال سورية بقوله: “لديه نهج سيكون أكثر دقة إذا كنت تفضل حل هذه القضية مع النظام السوري قدر الإمكان”.
وسرعان ما تتالت المواقف التركية بعد هذه المحطة، ليخرج وزير خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو داعياً إلى “تحقيق مصالحة بين النظام السوري والمعارضة، بطريقة ما”.
بعد ذلك أعلن أردوغان أن هدف تركيا “لم يعد يرتبط بتنحية الأسد”، مجادلاً بأن العلاقات الدبلوماسية بين الدول يجب أن لا تنقطع، في إجابة منه على سؤال يتعلق بإمكانية تطبيع العلاقات مع النظام السوري.