إصابات “الكوليرا” تتضاعف من شرق سورية إلى غربها
أظهرت إحصائية نشرها “برنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة” تضاعفاً في إصابات مرض “الكوليرا” من شرق سورية إلى غربها، بمناطق “الإدارة الذاتية” والخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.
وحسب إحصائية البرنامج التابع لـ”وحدة تنسيق الدعم” تم تسجيل 20 إصابة جديدة بالمرض في منطقة شمال غرب سورية، ليرتفع عدد الإصابات إلى 39، بعيداً عن أي وفيات، وذلك حتى يوم الاثنين.
وفي منطقة “نبع السلام” في شرق البلاد سجّل البرنامج 9 حالات جديدة، ليبلغ إجمالي الإصابات في هذه المنطقة 44.
أما مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” فقد تصدّرت عداد الإصابات بـ4017، مع تسجيل 17 وفية.
وسبق وأن قال الطبيب محمد الجاسم، وهو مدير شبكة الإنذار المبكّر، لـ”السورية. نت” إنّ أكثر الإصابات بـ”الكوليرا” تتركز في قريتي الكسرة والصعوة في ريف دير الزور الواقعتين على ضفة نهر الفرات، مشيراً لـ”استمرار تزايد الإصابات في المنطقة لغياب الوقاية الصحيّة”.
وأشار الجاسم إلى أنّ “غالبية الإصابات هي قريبة من مجرى نهر الفرات، حيث الكثافة السكّانية، واضطرار الأهالي إلى استهلاك المياه من النهر بشكل مباشر أو استخدام مياه الصهاريج المعبّأة من الآبار الارتشاحية القريبة من النهر”.
وأضاف حول تحوّل نهر الفرات لمسبب رئيسي في الإصابات: “معظم مجاري الصرف الصحي للمدن الكبيرة، تصب في نهر الفرات، كما أنّ منسوب النهر تراجع بشكل كبير بعد بحيرة الأسد والسدّ، وهو ما أثر على المياه كمّاً ونوعاً، فضلاً عن رافد البليخ الذي يجلب عوادم الريّ للنهر”.
وسجلت سوريا عامي 2008 و2009 آخر موجات تفشي المرض في محافظتي دير الزور والرقة.
وكان المنسيق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سورية، عمران رضا قد أعرب، الأسبوع الماضي، عن قلقه الشديد إزاء تفشي الكوليرا المستمر في سورية.
وأوضح أن التقييمات الأولية السريعة تشير إلى أن “مصدر العدوى يُعتقد أنه مرتبط بشرب الأشخاص مياه غير آمنة من نهر الفرات، واستخدام المياه الملوثة لري المحاصيل”.
ولا تزال “الكوليرا” تشكل تهديدا عالميا للصحة العامة، واعتبر رضا أن “هذه الفاشية في سورية مؤشر على النقص الحاد في المياه في جميع أنحاء البلاد”.