نفّذت الاستخبارات التركية عملية داخل الأراضي السورية، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، استهدفت خلالها إحدى الشخصيات المدرجة على النشرة الحمراء التركية.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن “مصادر أمنية” تركية، اليوم الأربعاء، أن الاستخبارات نفّذت عملية في منطقة الشيخ مقصود بمدينة حلب، الخاضعة لسيطرة النظام السوري، بعد متابعة وتخطيط من قبل فريق مختص.
واستهدفت العملية مسؤولة في “حزب العمال الكردستاني” (pkk)، وتدعى صباح أوغور، الملقبة بـ شيلان أمغيهان، وهي مدرجة على النشرة الحمراء التابعة لوزارة الداخلية التركية.
وكانت أوغور تستقر في العراق، إلا أن الاستخبارات التركية حصلت على معلومات تفيد بدخولها الأراضي السورية، وبالتحديد مدينة حلب، حيث تم تنفيذ العملية.
MİT, kırmızı kategoride aranan ve orman yangını eylemlerinden sorumlu olan PKK/KCK'lı Sabah Oğur'u, Suriye'nin Halep kentindeki operasyonla etkisiz hale getirdi https://t.co/niQTY32jaw pic.twitter.com/B4DAwUYJJw
— ANADOLU AJANSI (@anadoluajansi) September 28, 2022
وبحسب الاستخبارات التركية، فإن أوغور كانت مسؤولة عن الكثير من فعاليات تنظيم “pkk” في كل من العراق وسورية وتركيا، وأبرزها تجنيد عناصر جدد، وإشعال الحرائق في الغابات التركية، ضمن ما يعرف بـ “أولاد النار”.
كما كانت ضمن الكادر الإداري لـ “التجمع الشبابي” في “المجلس الرئاسي” التابع لـ “حزب العمال الكردستاني”.
وتشير المعلومات إلى أن صباح أوغور هي شقيقة زهرة أوغور، التي سبق أن اغتالتها الاستخبارات التركية في عملية عام 2010، لانتمائها إلى تنظيم “ypg” التابع لـ “حزب العمال الكردستاني”.
ولم توضح الوكالة تفاصيل العملية الاستخباراتية التي تم تنفيذها على الأراضي السورية، ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، وفيما إذا تم التنسيق مع الأخير أم لا.
تنسيق استخباراتي
كان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، صرّح العام الماضي، أن بلاده تنسق مع نظام الأسد في قضايا محدودة جداً، متعلقة بالقضايا الأمنية ومحاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن التنسيق على مستوى استخبارات البلدين فقط.
وأضاف في لقاء متلفز مع قناة “NTV” التركية، في سبتمبر/ أيلول 2021، “هناك نظاماً في سورية غير معترف به من قبل العالم (…) اللقاء السياسي مع إدارة دمشق غير ممكن”، مردفاً: “المفاوضات اللازمة جارية على مستوى الخدمات الخاصة والاستخبارات فقط.. وهذا أمر طبيعي”.
إلا أن نظام الأسد نفى حينها وجود أي مفاوضات مع الجانب التركي، حتى على المستوى الاستخباراتي، ونقلت وكالة أنباء “سانا” عن مصدر في وزارة خارجية النظام أن: “الجمهورية العربية السورية تنفي بشكل قاطع وجود أي نوع من التواصل والمفاوضات مع النظام التركي، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب”.
ويعود الحديث مجدداً عن تفعيل التواصل بين تركيا والنظام السوري، إذ تتركز جميع التصريحات من جانب أنقرة على الشق السياسي المتعلق بإمكانية بدء حوار ما مع النظام السوري، لمعالجة سلسلة من القضايا، من بينها الحل السياسي وملف اللاجئين السوريين والقضاء على “الإرهاب”.
وكانت وكالة “رويترز” قد كشفت، منتصف الشهر الجاري، عن سلسلة لقاءات استخباراتية بين تركيا والنظام، وأن رئيس جهاز الاستخبارات التركي، حقان فيدان عقد هذه اللقاءات مع نظيره السوري، علي مملوك، خلال الأسابيع القليلة الماضية، وكان آخر لقاء في العاصمة دمشق.
يُشار إلى أبرز العمليات الاستخباراتية التركية داخل الأراضي السورية كانت عام 2018، حين جلبت الاستخبارات التركية مخطط تفجير الريحانية، يوسف نازيك، من مدينة اللاذقية الواقعة تحت سيطرة النظام، إلى تركيا.
واعترف نازيك حينها بتخطيطه لهجوم الريحانية عام 2013 الذي راح ضحيته 53 شخصاً، متحدثاً عن أوامر تلقاها من المخابرات السورية.