أظهرت بيانات رسمية، أن التضخم في تركيا قفز إلى أعلى مستوى جديد في 24 عاماً، متجاوزاً 83 بالمئة خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال “معهد الإحصاء التركي”، اليوم الاثنين، إن أسعار المستهلكين ارتفعت بنسبة 83.45 في المائة في سبتمبر/أيلول الماضي، على أساس سنوي، بزيادة ملحوظة عن شهر أغسطس/آب والذي وصل فيه معدل الأسعار إلى 80.2 بالمئة.
ومنذ أشهر يركّز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان على النمو، استعداداً للانتخابات المقرر تنظيمها في شهر يونيو/حزيران 2023، ولطالما انتقد ارتفاع أسعار الفائدة، ووصفها بأنها “أب كل الشرور”.
وقد اتبع البنك المركزي التركي في البلاد فلسفة أردوغان، واتجه مؤخراً لخفض معدلات الفائدة تدريجياً، حتى وصلت إلى 12% في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أن كانت 18% عند نفس الشهر سنة 2021، و24% في سبتمبر سنة 2018.
وكان أردوغان قد دعا إلى مزيد من التخفيضات في سعر الفائدة، خلال اجتماع البنك القادم لبحث السياسة النقدية، قائلاً الأسبوع الماضي، إنه يجب خفضها إلى خانة الآحاد بحلول نهاية العام، أي اقل من 10%.
وبدأ ارتفاع التضخم في جميع أنحاء العالم بعد خروج الاقتصادات من تداعيات فيروس “كورونا”، لكنه تفاقم هذا العام حيث أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، غير أن الاقتصاد التركي أساساً يُسجل منذ قبل الجائحة أرقاماً كبيرة.
وقال أردوغان في خطاب متلفز يوم الاثنين:”نحن نمر بفترة أثرت فيها الأزمة الاقتصادية العالمية التي تفاقمت بفعل زيادات أسعار الطاقة والسلع الناجمة عن الوباء والحرب، تأثيراً عميقاً على جميع الاقتصادات”.
وبالتوازي مع أزمة التضخم تعاني تركيا من أزمة تدهور سعر صرف العملة الوطنية، حيث سجلت الليرة التركية مستوى قياسياً جديداً، صباح اليوم الاثنين، عند 18.56 مقابل الدولار.
وقال هاكان كارا، كبير الاقتصاديين السابق في البنك المركزي التركي على “تويتر”، إن البلاد شهدت الآن أشد ارتفاع في التضخم منذ الحرب العالمية الثانية.
وأضاف أن “تحطيم الرقم القياسي أمر لا مفر منه في ظل سياسات الحكومة غير التقليدية”.
بدوره قال ليام بيتش، كبير الاقتصاديين في الأسواق الناشئة في كابيتال إيكونوميكس ومقرها لندن، إن الزيادة الكبيرة في أسعار الكهرباء والغاز دفعت التضخم إلى أعلى مستوى في تركيا.
وكتب في مذكرة للعملاء، نقلتها وكالة “فرانس برس”، أن “التضخم سيرتفع قليلاً، لكن مع دعوة الرئيس أردوغان لمزيد من التيسير من البنك المركزي من المرجح أن يخفض سعر الفائدة مرة أخرى هذا الشهر”.
وفي وقت سابق، سادت توقعات بحصول قفزة جديدة للتضخم في تركيا، خلال الأشهر المتبقية من العام الحالي.
وقال بنك “غولدمان ساكس” الأميركي، إن معدل التضخم السنوي في تركيا، سيظل على الأرجح فوق 60 بالمئة، بفعل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، التي تسببت في رفع أسعار الطاقة.
وتمثل روسيا وأوكرانيا ما يقرب من 80 في المائة من واردات الحبوب لتركيا، لكن أنقرة قالت إنها لا تتوقع نقص الإمدادات بسبب الحرب، وإنها قد تلجأ إلى مصادر أخرى.