بعد “مصافحة الحية للأسد”..سياسيّون ومثقفون عرب: ماتت “حماس” عند السوريين

أثار وصول وفد من حركة “حماس” الفلسطينية، إلى العاصمة دمشق أمس الأربعاء، ولقائه برئيس النظام، بشار الأسد، ردود فعل واسعة من شخصيات سياسية وثقافية فلسطينية وسورية.

ورغم أن الزيارة لم تكن مفاجئة، بعد تمهيد الحركة منذ أشهر، عبر الإعلام والتصريحات الرسمية، إلا أن كبار الكتاب والصحفيين الفلسطينيين والسوريين، علقوا على الزيارة واعتبروها بأنها “تاريخ موت حماس”.

وصرح نائب قائد الحركة في قطاع غزة، خليل الحية، أن حماس “اتفقت مع الرئيس الأسد على طي صفحة الماضي”، واصفاً اللقاء بأنه “كان دافئاً”.

واعتبر الحية أن استعادة حماس العلاقة مع النظام جاء “بإجماع قيادتنا وبقناعة بصوابية هذا المسار وتجاوز الماضي”.

وأشار إلى أن الحركة أعلمت الدول التي هي على علاقة بها بقرارها، نافياً اعتراض أي دولة على هذا القرار.

 وهذه الزيارة الأولى لوفد الحركة إلى دمشق، منذ انقطاع العلاقات قبل نحو 10 سنوات، بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، ثم معادرة مكتبها السياسي دمشق إلى الدوحة، واتباع سياسة النأي بالنفس رسمياً، ثم نقل مقره إلى بيروت.

وهاجم كتاب فلسطينيون الحركة، معتبرين أن خطوتها الأخيرة، لا تعكس الموقف الفلسطيني الرافض لإعادة أي علاقة مع نظام الأسد.

وقال عبد الله معروف، أستاذ دراسات بيت المقدس، ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى، إن “المبادئ لا تجزأ”، موجهاً رسالة للسوريين بأن “من وضع يده في يد قاتلكم فلا نرضى عن فعلته مهما فعل أو قال”.

في حين هاجم الإعلامي الفلسطيني، سلطان العجلوني، خليل الحية الذي ظهر مع اللقاء مبتسماً.

وقال العجلوني “ربما يحل لك أكل الميتة مضطراً، لكن أن ترش عليها المكسرات وتشرب معها الغازيات وتتغزل بالنكهة والرائحة فبأي عرف ودين؟ ع شو مبتسم خليل الحية؟ مش فاهم!!”.

كما تساءل الكاتب والصحفي الأردني، ياسر أبو هلالة، عن أسباب ضحك خليل الحية، كون “الموضوع مخجل وبحكم المضطر، لماذا هذه السعادة التي تغمر وجهه؟.

من جانبه اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، ياسر الزعاترة، أن زيارة وفد الحركة إلى دمشق كانت بترتيب إيراني، مشيراً إلى أن حماس “أجرمت بحق نفسها قبل حاضنتها.

وكتب الصحافي والكاتب السياسي ماجد عبد الهادي، عبر حسابه في “تويتر”، “يداه الملطختان بالدم لن تنظفهما المصافحة الآثمة، وعلى زواره أن يحملقوا منذ الآن في أيديهم، ليدركوا أن ما علق بها من عار جرائمه، لن يزول”.

سوريون: العرب على حق

كما علق كتاب وأدباء سوريون على اللقاء، ووصفه الكاتب سمير العبد الله، بأن “19 تشرين الأول/ أكتوبر 2022 هو تاريخ موت حماس في ضمير كل سوري”.

وقال العبد الله إن “اليوم يتبين لنا أن الدول العربية التي صنفت حماس كحركة إرهابية كانت على حق”.

وفي تعليق لجماعة “الإخوان المسلمين” في سورية، قال المراقب العام، محمد حكمت وليد، إن “مليون شهيد ومئات الآلاف ما بين مفقود وسجين، وعشرة ملايين من النازحين واللاجئين، ليسوا ماضياً ننساه ونطوي صفحته”.

الكاتب السوري، رضوان زيادة، وصف ابتسامة خليل الحية عند لقاء بشار الأسد بأنها “كاذبة”، فيما قال السياسي السوري، جورج صبرة، “حبذا لو كشف الاخوة في حماس عن سرّ غرامهم بسلطة قتلت من الفلسطينيين ما لم تفعله اسرائيل، علّنا نسامحهم، أو نقتدي بهم”.

ويعتبر نظام الأسد من أبرز الداعمين السابقين للحركة، إلا أنه بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011 غادر مكتبها السياسي دمشق إلى الدوحة، واتبع سياسة النأي بالنفس رسمياً، فيما ظهر أن الحركة انقسمت تيارات نحو المدقف من الثورة السورية ونظام الأسد.

وقسّم نظام الأسد فعلاً الحركة إلى جناحين، مؤكداً أن الزيارة التي يجريها وفد “حماس” إلى دمشق، ستكون من جانب “الجناح المقاوم” وليس “الإخواني”، حسب وصف صحيفة “الوطن”.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا