أثارت المواجهات الأخيرة ذات التفاصيل “غير المسبوقة”، التي شهدتها منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي اهتمام وسائل إعلام أمريكية، وبينما استعرضت تحليلات لمراقبين، تحدثت عن 3 تداعيات و”موقف حساس”.
وكانت المواجهات قد اندلعت، الأسبوع الماضي، بين “هيئة تحرير الشام” وفصيلي “السلطان سليماه شاه” و”فرقة الحمزة” من جهة و”الفيلق الثالث” الذي تقوده “الجبهة الشامية” من جهة أخرى.
وقد أسفرت لأيام عن توغّل “الهيئة” في عفرين، ووصولها إلى أبواب “إعزاز” كبرى مدن منطقة “درع الفرات”، لتنسحب فيما بعد في أعقاب اتفاق لم تتضح تفاصيله كاملة حتى الآن، وبـ”ضغط تركي”.
“انسحبت لكنها أثبتت شيئاً”
ونشرت مجلة “فوربس” الأمريكية تقريراً، اليوم السبت، تحت عنوان: “تبدل السلطة في شمال غرب سورية: ثلاث تداعيات على استيلاء هيئة تحرير الشام على عفرين“.
تقول المجلة، حسب ما ترجمت “السورية.نت”: “أدى التقدم المفاجئ لقوات هيئة تحرير الشام في شمال غرب سورية إلى زعزعة السلام الهش الذي كان قائماً منذ منتصف عام 2020”.
وتضيف: “أظهر انتصار هيئة تحرير الشام في عفرين أنها قوة لا يستهان بها حتى خارج إدلب”، وعلى الرغم من انسحابها في وقت لاحق، إلا أن خطوتها أثبتت ثلاثة أشياء.
أولاً: فإن “الانتصار السريع للهيئة في عفرين كشف عن الطبيعة الحقيقية للجيش الوطني السوري: إنه أضعف مما كان يُعتقد عموماً، ولن يكون لديه فرصة للبقاء حتى ليوم واحد دون دعم تركي”.
وتتابع “فوربس”: “على الرغم من عدم امتلاك المجموعة المعارضة لقوة جوية وأسلحة ثقيلة محدودة أو مدفعية متطورة، إلا أن الجيش الوطني السوري لا يزال ينهار”.
علاوة على ذلك، “كشف استيلاء هيئة تحرير الشام على عفرين على أن سوء الإدارة كان عاملاً مهماً يسمح بالانهيار السريع”.
“يحتقر معظم الأكراد في عفرين هيئة تحرير الشام أيديولوجياً وسياسياً. ومع ذلك، منذ التوغلات التركية 2018 ، ذكر البعض أنهم يفضلون أن تدير هيئة تحرير الشام عفرين بدلاً من فصائل الجيش الوطني”، وفق المجلة.
واعتبرت “فوربس” أن النقطة الثالثة التي أثبتتها “تحرير الشام” هي “أنه ليس من المرجح أن يكون للحكومة السورية المؤقتة، ولا التنظيم الأم (التحالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) المعروف باسم (الائتلاف) أي دور في مستقبل سورية”.
وعلى الرغم من عدم دعوة “حكومة الإنقاذ السورية” المدعومة من “هيئة تحرير الشام” و”الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سورية المدعومة من “قوات سوريا الديمقراطية” إلى أي منصات دولية تناقش الحل السياسي للأزمة السورية، إلا أنها ستكون قوى داخلية أو خارجية.
وجاء في تقرير المجلة: “يجب أن يحسب حساب أصحاب المصلحة بسبب الدعم الذي حصلوا عليه من الجمهور بسبب أدائهم الحوكمة الأكثر موثوقية نسبياً”.
“تركيا تحارب التمدد الجهادي”
في غضون ذلك نشرت مجلة “فورن بوليسي” الأمريكية تقريراً، اليوم السبت بعنوان: “تركيا تحارب التمدد الجهادي على الحدود السورية“.
وجاء في التقرير: “يحرز تحالف متطرف له صلات بتنظيم القاعدة تقدماً عبر شمال سورية، ويدفع روسيا وإيران إلى عمق الصراع ويطرح مشاكل لتركيا”، مركزاً من جانب آخر على محاولات طهران وجماعاتها لاستغلال ما حصل.
“استيلاء هيئة تحرير الشام على عفرين لمدة أسبوع – التي اعترفت تركيا بها كمنظمة إرهابية في عام 2018 – ومحاولتها للإطاحة بالحكومة الأمنية المؤقتة كانت مخاطرة بتخريب هذا الترتيب المستقر”.
وتقول المجلة: “إن تغير ميزان القوى داخل المناطق التي يسيطر عليها المتمردون لا يبشر بالخير للاستقرار المستقبلي في سورية، ولا لاحتمال استمرار وقف إطلاق النار بين النظام السوري وقوات المعارضة”.
واعتبرت أن “تركيا وروسيا وما تبقى من المعارضة المعتدلة في البلاد يجدون أنفسهم في موقف حساس، غير قادرين على اتخاذ خطوات كافية لحماية ما يعتبرونه وجودياً لمصالحهم”.
وأضافت: “هناك وضع غير مستقر في شمال سورية لجميع الأطراف المعنية. بعد فترة من الهدوء النسبي، أصبح اللاعبون الأكثر تطرفاً في المنطقة – إيران والجهاديون المرتبطون بالقاعدة – أكثر نشاطاً وجرأة مما كانوا عليه منذ سنوات”.