أماني العلي.. رسّامة الكاريكاتير الوحيدة في إدلب (صور)
“هذا فنّ للرجال.. هذا الفن له أهله”، واحدة من عبارات النقد التي تعرّضت لها الفنّانة أماني العلي، حين اتّجهت نحو عالم “الفنّ الكريكاتوري” من حيث مكان إقامتها في مدينة إدلب.
وتضيف العلي (37 عاماً) لـ”السورية. نت”: “محيطي كان محبّطاً وغير مشجعاً في البداية، وكانت تحضرهم دائماً أسئلة من قبيل: ماذا تستفيدين؟ وماذا بعد؟”.
وقبل حوالي سبع سنوات، بدأت الفنّانة أماني العلي طريقها في عالم الرسم الكاريكاتيري، رغم شيوعه في العالم العربي والعالم، إلا أنّ استمرارها في منطقة ذات خصوصية اجتماعية ودينية، كان علامة فارقة في حياة أماني.
تقول أماني العلي لـ”السورية. نت”، إنّ “بداية أفكاري الكاريكاتيرية كانت في الأفكار الساخرة والاجتماعية، قبل أن تنحو إلى عالم السياسة، إذ شكّلت لي هذه الخطوة تحوّلاً على الصعيد المهني”.
عملت أماني في عدد من المواقع والصحف المحليّة السورية، والعربية، كما وصلت رسوماتها إلى عدد من المعارض الأوروبية، وتحاول اليوم إيجاد فرصة عمل مناسبة، حفاظاً على شغفها في الفنّ وإيصالاً لرسائل السوريين المختلفة إلى العالم.
وبدأت أماني رسمها على الورق، بينما اليوم على جهاز رسمي إلكتروني، لتواكب متطلبات العصر من الناحية الفنيّة.
“حتى لا نُفهم خطأ”
تجد أماني أن “أكبر التحديات التي تواجهنا، خلال الرسم الكاريكاتيري، هو تبسيط الأفكار، حتى لا نفهم خطأ، وخاصةً في الأفكار المتعلّقة بالمرأة، نتيجة طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه”.
وتقول إنها متّهمة بـ”التحريض على الرجل، وظلمه، على حساب مناصرة قضايا المرأة من خلال رسوماتها”، وهي واحدة من الأسباب التي تعيق عملها.
وتضيف حول ذلك: “دائماً نحن مطالبون بالتبرير عند الرسم حول قضايا المرأة، خشية الهجوم أو الفهم الخاطئ”.
“الشارع ملهمي”
توضح أماني لـ”السورية. نت” أنّ “مصدر إلهام أفكاري دائماً ما يكون من الشارع حولها، والواقع الذي تساهم وسائل التواصل اليوم بشكل كبير في نقله ورصده إلينا.. أحياناً يكون تعليقاً أو منشوراً في “فيسبوك” شعلة لفكرة كاريكاتير”.
وعلى الرغم من كون الواقع السوري، بيئة خصبة لـ”ميدان عمل أماني”، وفقاً ما تقول، إلا أنّ “البيئة السورية خلال ظروف الحرب، تأخذ منحيين الأول، إيجابي بسبب غزارة الأفكار التي توحي للفنّان، لكن السلبي تنطلق من فكرة إقامتي في إدلب، التي تحظر عليّ كثيراً من فرص العمل، التي تتطلب إما إقامة في تركيا أو دولة أخرى، أو بسبب أمور لوجستية، على سبيل المثال، صرف المنحة الشهرية التي يصعب وصولها إلى منطقة مثل إدلب”.
“عندي هدف”
لا تخفي العلي تلقّيها بعض الرسائل المزعجة من المجتمع والمحيط، بسبب طبيعة عملها، وطبيعتها الاجتماعية كأنثى تعمل في الشأن العام والرسم الكاريكاتيري، وتقول في هذا السياق: “أتعامل مع هذه السلوكيات بالتجاهل.. لا أعطي القصص أكبر من حجمها”، وتردف: لديّ هدف واضح وهو النجاح.. لا أكترث إلى المحيط المزعج”.
وتشير العلي إلى وجود زوج وشريك “متفّهم” إلى جانبها، وداعم لها في طريقها الفنّي، ساهم إلى حدٍ كبير في استمرارها في عملها.
“صناعة الشموع”
اتّجهت أماني بحثاً عن تأمين دخل ثابت، في ظل شحّ فرص العمل، إلى افتتاح مشروع صغير ينسجم مع طموحها الفنيّ، لكن بأدوات جديدة، على حدّ تعبيرها.
وفي محل صغير، اتخذت منه ورشة تصنيع ومركزاً للبيع، تصنّع أماني مع عدد من رفيقاتها شموعاً فنيّة، وبقوالب مختلفة، ليكون المحل الأول في المدينة، ذي تصنيع محليّ.
وتضيف أماني حول مشروعها لـ”السورية.نت”: “كنت بحاجة إلى مصدر دخل لا يبعدني عن الرسم والحالة الفنية التي أتبنّاها.. فكانت فكرة الشموع، واستهوتني جداً”.
وتشير إلى أنّ “التصنيع المحليّ للشمعة، يلبي طلبات الزبائن المخصصة، من حيث اللون والشكل والرائحة، وهو ما نعمل على توفيره في مشروعنا الصغير”.
تجد أماني صعوبات في تأمين مستلزمات العمل، والمواد الخام من خارج المنطقة، إلى جانب كون مهنتها الجديدة ترتبط بأعمال أخرى مثل النجارة.
إلا أن رغم الصعوبات، توضح أنّ “بيع الشموع يلقى رواجاً كبيراً بين الشابات والأهالي عموماً وخاصةً للهدايا، وهو ما يشجّعني اليوم على الاستمرار”.
ويبقى الفنّ الكاريكاتوري، هو الشغف المرتبط بطموحي، تقول أماني، وتضيف في ختام حديثها: “أنتظر فرصة عمل مناسبة حتى أستمر في هذا الحلم وأقدم أفكار جديدة”.