تحضر “أمنياً” وتغيب “عسكرياً”..هل انسحبت “تحرير الشام” من عفرين؟
رغم غياب إعلانٍ رسمي، عمدت “هيئة تحرير الشام”، إلى سحب أرتالها العسكرية من منطقة “عفرين” باتّجاه إدلب، خلال الأيام القليلة الماضية، الخطوة التي تشي بوقف نشاطها العسكري بريف حلب.
وتزامناً مع سحب “تحرير الشام” لعتادها العسكري، قال مراسل “السورية.نت” في ريف حلب، إنّ “جهازي الشرطة المدنية والعسكرية انتشرا من جديد على حواجز المدينة ومداخلها”.
ويضيف المراسل أنّ “المؤسسات المدنية ما زالت على رأس عملها في المدينة، سواء المجلس المحلي ومكاتب الخدمات ومدير التربية والتعليم”.
في المقابل، تتحدّث مصادر محلية لـ”السورية.نت”، عن هيمنة “تحرير الشام” على الملف الأمني في المنطقة، مع توغّل قواتها في معسكرات “الفصائل المتحالف” أبرزها “أحرار الشام”.
وكان قائد “حركة أحرار الشام الإسلامية”، عامر الشيخ، أعلن “عن تسلّم الحركة المواقع العسكرية من هيئة تحرير الشام”.
وقال في وقتٍ سابق، عبر تغريدة في “تويتر”، إن الأمر جاء “عقب اتفاق الصلح بين الفيلق الثالث وهيئة تحرير الشام”.
“الانسحاب عسكري فقط”
تؤكد مصادر لـ”السورية.نت”، أن “انسحاب هيئة تحرير الشام اقتصر على الأرتال العسكرية التي شاركت في الهجوم على منطقة عفرين وكفرجنّة فقط، في حين أبقت جهازي الأمن العام والإدارة العامة للحواجز”.
وتضيف المصادر، أنّ “عمل المؤسسات المدنيّة وجهازي الشرطة المدنية والعسكرية تحت إشراف الهيئة عبر جهاز الأمن والإدارة العامة للحواجز، وإدارات المنطقة التابعة لها”.
من جهته، يشير فراس، من سكّان مدينة عفرين في حديثٍ لـ”السورية.نت”، إلى “وجود تحرّكات ليلية لآليات وسيارات تتبع جهاز الأمن العام داخل المدينة”.
ويقول إنّ “الحياة عادت طبيعية للمدينة، بعد أيام من الاقتتال، وسط غياب أي مظاهر مسلّحة داخلها”.
هل تدخّل الأتراك؟
رغم الحديث عن نشر الجانب التركي، لـ”قوات مراقبة” في منطقتي “دير بلوط والغزاوية”، اللتين تعتبرا نقاط عبور لـ”تحرير الشام”، لمنع الأخيرة من إعادة التوغّل العسكري في منطقة “عفرين”، لم يسجّل ناشطون أي تحرّك جديد لها في النقطتين.
بدوره، قال مراسل “السورية.نت”، إنّ “التحرّك الوحيد شمل نقل خرسانات إسمنتية إلى القاعدة التركية بجانب بلدة الغزاوية، كانت قد أغلقتها القوات التركية بسبب قصفٍ سابق لقسد”.
ويشير المراسل، إلى أنّ “القوات التركية تعتزم إعادة تفعيل القاعدة العسكرية هناك”.
في المقابل، حضر عناصر من الشرطة التركيّة في حواجز الشرطة المدنية والعسكرية على مداخل مدينة عفرين، بحسب المراسل.
كما عززت القوات التركية آلياتها وعناصرها، بين بلدتي شرّان وكفرجنّة خلال اليومين الماضيين، بحسب المراسل.
وقال مصدر محلي لـ”السورية.نت”، إنّ “منطقة كفرجنة الفاصلة بين اعزاز وعفرين، تُرفع فيها أعلام هيئة ثائرون على جميع المقار العسكرية”.
وتوقفت المواجهات بين “الفيلق الثالث”، و”هيئة تحرير الشام”، بعد دخول الأخيرة بلدة “كفرجنة” بريف مدينة عفرين الأسبوع الماضي.
وسبق الهجوم، اتفاق بين الفصيلين المتصارعين، ممهوراً بتوقيع قائد “تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني من جهة، وحسام ياسين (أبو ياسين) قائد “الفيلق الثالث”.
وتنص بنوده على وقف إطلاق نار كامل وإنهاء الخلاف الحاصل بين الطرفين، وإطلاق سراح كافة الموقوفين في الأحداث الأخيرة، وعودة قوات “الفيلق الثالث” إلى مقراته وثكناته.
وقضى أيضاً بفك الاستنفار العسكري الحاصل من جانب “تحرير الشام”، وأن يتركز عمل “الفيلق الثالث” في المجال العسكري فقط، فضلاً عن بنود أخرى آخرها استمرار عمليات التشاور وإصلاح المؤسسات المدنية في المرحلة المقبلة.