قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن منفذ مجزرة التضامن، الرائد في مخابرات الأسد أمجد يوسف ما يزال على رأس عمله في قاعدة عسكرية بمنطقة كفرسوسة في العاصمة دمشق.
وتم التعرف على “يوسف” في تسجيلات مصورة نشرت، قبل أشهر، وأثبتت ضلوعه في قتل عشرات المدنيين في حي التضامن بدمشق، بعد إطلاق الرصاص عليهم بشكل ميداني، ومن ثم إلقائهم في حفرة.
ونشرت الصحيفة البريطانية، اليوم الجمعة، تفاصيل جديدة تتعلق بـ”يوسف”، بعدما توصلت إلى زميل سابق له يعيش في الوقت الحالي بألمانيا.
ونقلت عن زميله قوله إن “يوسف اعترف بعمليات القتل في مكالمة هاتفية مع صديق مشترك”.
وتابع: “(قال) نعم فعلت ذلك. هذا ما كان علي فعله في ذلك الوقت. لم يصدم أحد لأننا عرفناه. ونحن نعرف النظام”.
ويعتقد المحققون الألمان أنهم ربما يكونون قد تعرفوا على زميل للرائد في مخابرات الأسد، ويعيش الآن في ألمانيا، ويقومون بإعداد قضية ضد ضابط المخابرات السابق.
وأضاف زميل يوسف السابق لـ”الغارديان” إن الأخير كان يخشى وجوده في التضامن على مدار العقد الماضي، وكان يخطف بانتظام النساء من شوارع الضاحية، وكثير منهن لم يُشاهد مرة أخرى.
“رأيته يأخذ النساء من طابور الخبز ذات صباح. كانوا أبرياء. لم يفعلوا شيئاً. تعرضوا إما للاغتصاب أو القتل. لا شيء أقل”.
وأشار إلى أن ما يصل إلى اثني عشر مجزرة أخرى نُفّذت في التضامن وأن السكان المحليين كانوا على دراية جيدة بالمواقع.
وتابع: “كل الناس كانوا من السنة. كان هذا تطهير طائفي. لا شيء آخر. لقد كان العلويون يقضون على السنة”.
وتم الاشتباه في وجود بُعد طائفي لعمليات القتل، لكن اثنين آخرين من زملاء يوسف السابقين أشاروا إلى أنها كانت تهدف أيضاً إلى تحذير المجتمعات في التضامن أو بالقرب منها بعدم التعاون مع جماعات المعارضة.
وقال المصدر إن جميع مواقع المذابح في التضامن كانت مناطق محظورة على السكان المحليين وأن العدد النهائي للقتلى على يد الفرع 227 قد يصل إلى 350.
وفي مقطع فيديو غير منشور، اطلعت عليه “الغارديان”، يطلق يوسف النار على ما يصل إلى ست نساء عبر حفرة بينما تنظر فرقة موتهن، وأحياناً ينضم إلى المذبحة.
بعد ذلك يتم إشعال الحفرة، بينما تجلب جرافة الرماد والحطام لملئها، فيما يبدو أنه محاولة لإزالة الأدلة على جريمة الحرب.
من هو أمجد؟
أمجد يوسف من مواليد قرية “نبع الطيب” في سهل الغاب بريف حماة عام 1986، وينحدر من عائلة مكونة من 10 أخوة وأخوات، وكان أبوه عنصراً في المخابرات.
التحق يوسف في مدرسة المخابرات العسكرية الواقعة في منطقة ميسلون في ضاحية الديماس في دمشق عام 2004، وأمضى فيها تسعة أشهر من التدريب المكثّف.
في 2011 أصبح يوسف صف ضابط “مُحقِّق”، في فرع المنطقة أو الفرع 227، وهو فرع تابع للأمن العسكري “شعبة المخابرات العسكرية”.
وبعد اندلاع الثورة السورية تم تعيين يوسف في قسم العمليات، ليكون مسؤولاً في قيادة العمليات العسكرية، في منطقتي التضامن واليرموك جنوبي دمشق، قبل أن ينهى تكليفه لاحقاً بعد انتهاء المعارك في المنطقة ونقله إلى الفرع.
ويعرب يوسف عن “الفخر” بارتكاب المجزرة في حي التضامن، ثأراً لمقتل شقيقه الأصغر الذي قتل في 2013 خلال خدمته في قوات الأسد.
وفي التحقيق الذي نشر عنه قبل أشار قال لمعدته، أنصار شحود، التي أنشأت حساباً وهمياً على منصة “فيس بوك” باسم “آنا”، وتواصلت معه بصفتها مؤيدة للنظام: “لقد انتقمت، أنا لا أكذب عليكِ. لقد انتقمت، لقد قتلت. لقد قتلت كثيراً، قتلت كثيراً ولا أعرف عدد الأشخاص الذين قتلتهم”.
وأضاف: “أنا فخور بما فعلت”.