أطلقت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري “حملة مكثفة” للتطعيم ضد فيروس “كورونا”، بعد انحساره عالمياً، فيما تتجاهل تسارع الإصابات بمرض “الكوليرا”، والذي بات يتفشى في عموم مناطق سورية.
وذكرت وزارة الصحة في بيان، اليوم السبت، إن حملتها تستهدف الأشخاص فوق عمر 18، ويشارك فيها 3841 عامل صحي، موزعين على 21 مشفى و852 مركزاً صحياً، و368 فريقاً جوالاً.
أما بخصوص تفشي “الكوليرا” لم تنشر “وزارة الصحة” أي بيانات أو إحصائيات خاصة بأعداد الإصابات، منذ أكثر من أسبوع، حسب ما رصد موقع “السورية.نت” على صفحاتها الرسمية.
وكان آخر إعلان من جانبها في يوم 22 من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، إذ قالت إن العدد الإجمالي التراكمي لإصابات “الكوليرا” في سورية بلغ 942، بينما عدد الوفيات 44.
وتتناقض هذه الإحصائية على نحو كبير عن تلك التي أعلنتها الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن أعداد إصابات “الكوليرا” في سورية تجاوزت حاجز 24 ألف إصابة.
وكذلك الأمر بالنسبة لـ”شبكة الإنذار المبكر والأوبئة”، والتي تظهر إحصائياتها تجاوز عدد الإصابات حاجز 20 ألف إصابة، في مختلف المحافظات السورية.
وحتى أمس الجمعة بلغ عدد الإصابات بالمرض في شمال وشرق سورية 17623 و 29 وفاة، بينما في شمال غربي البلاد 4099 و 3 وفيات.
وفي منطقة “نبع السلام” التي تشمل مدينتي رأس العين وتل أبيض بلغ عدد الإصابات 495 في مقابل وفيتين اثنتين.
وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد عزا في مؤتمر صحفي، الأسبوع الماضي، تفاقم الزيادة في الحالات المصابة بالكوليرا بأن “مردّه النقص الحاد في المياه في جميع أنحاء سورية، بسبب انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات والظروف الشبيهة بالجفاف”.
وأعرب عن أن شركاء “منظمة الصحة العالمية” في المجال الإنساني يواجهون نقصاً في الإمدادات للتصدي للكوليرا، “مثل الأدوية والمياه والصرف الصحي ومستلزمات النظافة”.
في غضون ذلك، حذرت الأمم المتحدة، قبل يومين، من تفشي الكوليرا بشكل سريع في جميع أنحاء سورية، مطالبة بـ34.4 مليون دولار لخطة استجابة مدتها 3 أشهر، بعد وفاة 80 شخصاً على الأقل بسبب المرض.
وقالت رينا غيلاني، المسؤولة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لمجلس الأمن إنه “جرى الإبلاغ عن أكثر من 24 ألف حالة كوليرا مشتبه بها، وجرى أيضاً تأكيد إصابات في جميع المحافظات السورية الـ14”.