كثّف المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون جولاته خلال الأسابيع الماضية، وبينما زار العاصمة السورية دمشق، قبل أسبوعين حط في العاصمة التركية أنقرة، يوم أمس الخميس.
وتصب هذه الجولات من قبل بيدرسون ضمن إطار مقاربته التي يحاول تطبيقها، والمعروفة باسم “خطوة مقابل خطوة”.
وقال في تغريدة عبر موقع التواصل “تويتر” بعدما التقى وزير الخارجية التركي في أنقرة، مولود جاويش أوغلو إنه ناقش معه ومع ممثل تركيا لدى الأمم المتحدة، السفير سادات أونال، ومسؤولين آخرين “جميع الجوانب المتعلقة بقرار مجلس الأمن رقم 2254، بما في ذلك تدابير بناء الثقة وفق مبادرة خطوة مقابل خطوة”.
وأعرب في التغريدة التي نشرها الخميس عن “تقديره لتلقي مهتمه الدعم من تركيا”.
وقبل أسبوعين كان المبعوث الأممي قد التقى مسؤولين روس وزير خارجية نظام الأسد فيصل المقداد في العاصمة دمشق.
وذكرت وسائل إعلام النظام السوري، حينها أن زيارته في ذلك الوقت جاءت بهدف “إحياء مسار اللجنة الدستورية السورية” و”مقاربة خطوة مقابل خطوة”.
#BM Genel Sekreteri’nin #Suriye Özel Temsilcisi Pedersen'le Suriye’deki son gelişmeleri ele aldık, siyasi sürece desteğimizi yineledik.
Met w/@GeirOPedersen, #UNSG Special Envoy for #Syria, discussed latest developments in Syria & reiterated our support for political process. pic.twitter.com/r5MR1NJ6KG
— Mevlüt Çavuşoğlu (@MevlutCavusoglu) November 2, 2022
والشهر الماضي كان بيدرسون قد عبّر عن “خيبة أمله” مجدداً من مسار “اللجنة الدستورية السورية” والنهج الذي يسير عليه منذ مدّة، والمتمثل بسياسة “خطوة مقابل خطوة”.
وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك قال إنه التقى وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا، وأخبرهم أنه سيستمر بمسار “الدستورية”، لكن هناك “خيبة أمل”، وأن اللجنة لم تقدم “ما توقعناه منها”.
وأضاف: “أخبرتهم أن لدينا مشكلة في المكان. الروس والحكومة السورية لا يريدون المجيء إلى جنيف. مع ذلك قلت لهم التحدي ليس في المكان بل هو عجم إحراز تقدم جوهري”.
وكان من المقرر أن يستضيف مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، غير بيدرسون الجولة التاسعة من المحادثات في جنيف، أواخر يوليو/تموز الماضي.
لكنه أُجبر على التأجيل بعد أن أثارت موسكو قضايا بشأن مكان الانعقاد، حيث أصرّت على أن سويسرا، التي فرضت عقوبات عليها بسبب حرب أوكرانيا، “ليست محايدة”.
وفيما يتعلق بقاربته القائمة على سياسة “خطوة مقابل خطوة” أشار المبعوث الأممي إلى أنه أخبر بها وزراء تركيا وروسيا وإيران أيضاً، وأنهم “يدعمون الاستمرار بها”.
لكنه قال، في سبتمبر الماضي: “بشأن القضايا الرئيسية – تقسيم البلاد، والانهيار الاقتصادي، و محاربة الجماعات الإرهابية المدرجة في قائمة الأمم المتحدة، والتي لا تزال موجودة إلى حد كبير – سيكون من الصعب للغاية معالجتها وفق نهج خطوة بخطوة”.
“أعتقد أن الفكرة وراء عملية الخطوة بخطوة هي محاولة إقامة تفاهم بين الجهات الفاعلة الرئيسية، وأنه من الممكن المضي قدماً دون تهديد المصلحة الأساسية لأي من الأطراف”.
وتابع بيدرسون في حواره مع موقع “المونيتور”: “لكن عليك القيام بذلك عن طريق تحديد ما اتفقت عليه بدقة شديدة، قبل اتخاذ أي إجراء. لذلك، على سبيل المثال، ستعرف الحكومة في دمشق ما يمكن توقعه، لنقل من الأمريكيين، من الأوروبيين، من العرب. وعلى العكس من ذلك. يجب أن يكون، كما قلت، متفقاً عليه من قبل، ويجب أن يكون قابلاً للتحقق”.