قال موقع “ميدل إيست أي” إن روسيا نشرت أكثر من 500 مقاتل سوري في أوكرانيا، لأغراض غير قتالية، وكلفتهم بحماية المنشآت التي سيطرت عليها في لوهانسك ودونيتسك، خلال الأشهر الماضية.
ونقل الموقع عن مصادر “استخباراتية إقليمية”، اليوم الأربعاء، أن المقاتلين المتمرسين ينتمون إلى وحدات تابعة لقوات الأسد، تدعمها وتدرّبها وتديرها روسيا في القتال ضد فصائل المعارضة السورية وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وينتمي المقاتلون إلى “الفرقة 25” قوات المهام الخاصة، المعروفة باسم “قوات النمر”، و”الفيلق الخامس” و”لواء القدس”، وهي ميليشيا تتكون في الغالب من فلسطينيين سوريين.
ونقل الموقع عن مسؤول في حكومة النظام، رفض الكشف عن اسمه، أن روسيا جندت السوريين، بمن فيهم مقاتلون سابقون، من خلال قواتها الخاصة والمقاول العسكري الخاص “سيء السمعة” في “مجموعة فاغنر” الروسية، ونقلتهم إلى أوكرانيا.
وأضاف أن “السوريون لا يشاركون في القتال الفعلي، فهم يعملون بشكل أساسي كخدمات لوجستية بالقرب من الخطوط الأمامية”.
مهام دفاعية
في مارس الماضي، قال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن موسكو تلقت أكثر من 16 ألف طلب من أشخاص في دول الشرق الأوسط، للمساعدة في القتال في أوكرانيا.
ومع ذلك، فقد نظر العديد من المراقبين إلى ذلك على أنه محاولة لتخويف أوكرانيا ودول أوروبية أخرى في الأيام الأولى من الحرب الروسية على أوكرانيا.
وكان موقع “ميدل إيست أي”، نشر تقريراً في مارس الماضي، أشار فيه لوجود إعلانات تنتشر في سورية، تدعو إلى التجنيد للقتال في أوكرانيا، ووعدت برواتب كبيرة تبلغ حوالي “3000 دولار، اعتماداً على المهارات والخبرات المحددة التي يتمتع بها كل شخص”.
كما أصدرت قناة “تلغرام” الرسمية لمجموعة “IS Hunters”، وهي جماعة مدعومة من روسيا تم إنشاؤها في عام 2017 لمحاربة تنظيم “الدولة”، دعوة واسعة النطاق للمجندين لتقديم تقرير إلى قاعدتهم في مدينة حمص السورية، من أجل التسجيل للقتال إلى جانب الروس في أوكرانيا.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد ذكرت في وقت سابق من هذا العام، أنه تم إرسال ما لا يقل عن 300 مقاتل سوري إلى روسيا لتلقي المزيد من التدريب، قبل نشرهم في أوكرانيا.
فيما قال المسؤول في حكومة النظام لموقع “ميدل إيست أي” البريطاني إن حوالي 1000 مقاتل سوري نُقلوا إلى روسيا للتدريب، لكن نصفهم فقط ذهب إلى أوكرانيا.
وأضاف أن المهمة الرئيسية للمقاتلين السوريين هي “توفير الأمن والحماية للمناطق التي يديرها فاغنر ومقاولون عسكريون آخرون في لوهانسك ودونيتسك، لكن يمكن استدعاؤهم إلى الجبهة للقتال إذا ظهرت حاجة طارئة أو ملحة”.
من جانبه، قال مسؤول أوكراني للموقع إن كييف قد رأت مؤشرات ميدانية على انتشار مقاتلين سوريين في أوكرانيا.
ويقول أشخاص مطلعون على الانتشار السوري للموقع البريطاني، إن المقاتلين لم يتم إرسالهم إلى الخطوط الأمامية بسبب مجموعة من المشكلات الفنية، مثل المشاكل التي قد تنشأ بسبب التنسيق والحاجز اللغوي.
وأضاف شخص مطلع على القضية: “لن يكونوا قادرين على التواصل بسلاسة مع الأفواج الروسية الزميلة في ساحة معركة مفتوحة، وعلى سبيل المثال يمكن أن تضربهم المدفعية الروسية”.
وسبق أن وردت تقارير عن سقوط قتلى سوريين في شرق أوكرانيا، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو مجموعة ناشطة مقرها المملكة المتحدة تراقب الصراع في سورية، إن 9 مقاتلين من “لواء القدس” و”قوات النمر” قتلوا في أوكرانيا منذ سبتمبر/ أيلول الماضي حتى مطلع الشهر الجاري.
كما زعم المرصد أن 2000 مقاتل سوري شاركوا في الدفاع عن الأراضي التي تحتلها روسيا في خيرسون ودونيتسك.
ومع ذلك، قال مسؤول النظام السوري إن عدد القتلى السوريين أعلى بكثير مما تم الإبلاغ عنه، حيث قُتل 50 على الأقل في القصف الأوكراني حتى الآن.
وأضاف “السوريون لا يشاركون في القتال الفعلي، فهم يعملون بشكل أساسي كخدمات لوجستية بالقرب من الخطوط الأمامية”، ومع ذلك، هناك عدد قليل منهم يعملون كجزء من المدفعية.
وسبق لروسيا أن نشرت مقاتلين سوريين في ليبيا خلال عامي 2019 و2020، حيث قاتلوا كجزء من مجموعة “فاغنر” نيابة عن خليفة حفتر.