كيف حصل سيرغي سوروفيكين وزوجته على ملايين الدولارات في سورية؟
كشف تحقيق لصحفيين روس، حصول الجنرال سيرغي سوروفيكين، الذي عينه رئيسه فلاديمير بوتين مؤخراً، قائداً للقوات الروسية في أوكرانيا، على ملايين الدولارات من شركة مرتبطة برجل أعمال روسي، خلال قيادته سابقاً لجيش بلاده في سورية.
وذكر التحقيق أن سوروفيكين تلقى مدفوعات بملايين الدولارات، من شركة مرتبطة برجل الأعمال، غينادي نيكولافييتش تيموشينكو، بهدف حماية ناقلات الفوسفات.
ويقول التحقيق إن سوروفيكين “استغل دوره في الحرب السورية بشكل جيد”، عندما تم تكليفه في عام 2017 بقيادة العملية العسكرية الروسية، ليقوم إلى جانب ارتكابه جرائم الحرب ببعض المهام “اللامنهجية”.
ويضيف أنه بعد السيطرة على مناجم الفوسفات في حمص، تم توقيع عقد بين الشركة الروسية “سترويترانس غاز”، التي يملكها رجل الأعمال، غينادي نيكولافييتش تيموشينكو، وبين حكومة الأسد.
وكان رأس النظام السوري، بشار الأسد، صادق على عقد مدته 50 عاماً، تقوم بموجبه الشركة الروسية باستخراج الفوسفات من مناجم تدمر وسط سورية.
وحسب العقد، فإن حكومة الأسد تحصل على نسبة 30% من نسبة الإنتاج، مقابل 70% للشركة الروسية.
وأشار التحقيق إلى أن الفوسفات يُنقل حالياً بواسطة شاحنات وقطارات من تدمر، إلى مصنع الأسمدة في حمص وميناء طرطوس، ليتم تحميلها في السفن.
ويتم إغلاق إشارات تتبع السفن إضافة إلى التلاعب بالوثائق، لكي لا يتم معرفة مصدر الشحنة، ثم يجري بيع الفوسفات إلى أوروبا عبر قبرص أو تركيا، متجاوزين العقوبات المفروضة على نظام الأسد ورجل الأعمال الروسي.
وأكد التحقيق أن مهمة سوروفيكين هو حماية هذه الشاحنات وناقلات الفوسفات، والحصول على مقابل مادي، وإلا لن “يصل الفوسفات إلى الميناء أو يسمح له بالخروج”.
وكشف التحقيق أن رجل الأعمال الروسي، دفع 1.4 ملايين دولار لزوجة سوروفيكين، التي تملك مصنعاً لمعالجة الأخشاب في جبال الأورال منذ أكثر من 10 سنوات.
ويعتقد معدو التحقيق أن الأموال التي حصلت عليها زوجة سوروفيكين، ليست ضمن نطاق العمل وإنما تعد “رشاوي” لحماية ناقلات الفوسفات من قبل زوجها.
وكان تحقيق استقصائي كشف في يونيو/ حزيران الماضي، عن تصدير كميات كبيرة من الفوسفات السورية إلى عدة دول أوروبية، بواسطة شركة روسية.
وحدد التحقيق الدول الأوروبية التي تستورد الفوسفات، إذ بدأت إيطاليا بعملية الاستيراد في عام 2020 وبلغاريا في عام 2021.
كما بدأت إسبانيا وبولندا بالاستيراد في وقت سابق هذا العام، حيث دفعت مئات آلاف الدولارات لاتمام الصفقات.
ووفقاً لبيانات التجارة، فإن صربيا وأوكرانيا كانتا من العملاء الرئيسيين باستيراد الفوسفات، بقيمة أكثر من 80 مليون دولار من منذ عام 2019.
من هو سوروفيكين؟
ولد سوروفيكين في مدينة نوفوسيبيرسك الروسية عام 1966، وانضم إلى مدرسة “أومسك العليا المشتركة لقيادة الأسلحة” ثم تخرج منها 1987.
في 1995 تخرج من كلية القيادة في الأكاديمية العسكرية برتبة الشرف، ثم تخرج من الأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للاتحاد الروسي برتبة الشرف سنة 2002.
تولى سوروفيكين مجموعة من المناصب القيادية، وشارك في العديد من الحروب، من طاجكستان في تسعينيات القرن الماضي، والحرب الشيشانية الثانية (1999 -2000).
وبدأ في 2005 بتولي مناصب عسكرية مهمة، كان أولها عندما تسلم مهمة نائب رئيس الأركان، مروراً بترأسه مديرية العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة بين عامي 2008 و2010، قبل أن يصبح قائد المنطقة العسكرية الشرقية في 2013.
في سورية تسلم سوروفيكين قائد القوات الروسية بفترتين، الأولى بين مارس/ آذار 2017 وحتى كانون الأول/ ديسمبر 2017، والمرحلة الثانية كانت بين يناير/ كانون الثاني وأبريل/ نيسان 2019.
شهدت سورية في فترة استلامه الأولى، أحداثاً عسكرية كبيرة، أولها وجوده على رأس القوات الروسية، أثناء استهداف مدينة خان شيخون التي كانت تسيطر عليها المعارضة بالسلاح الكيماوي في أبريل/ نيسان 2017.
وأسفر الهجوم عن “مقتل 91 مدنياً خنقاً، بينهم 32 طفلاً، و23 سيدة (أنثى بالغة)، وإصابة ما لا يقل عن 520 آخرين” حسب إحصائيات “الشبكة لسورية لحقوق الإنسان”.
أما خلال فترة ترأسه الثانية لقوات بلاده في سورية سنة 2019، لم يكن هناك أحداث بارزة باستثناء استمرار القصف الروسي على إدلب وقتل وجرح عشرات المدنيين، رغم خضوع المنطقة إلى اتفاق بالتهدئة ضمن محادثات أستانة.
ونال سوروفيكين لقب بطل “الاتحاد الروسي” لأدائه العسكري في سورية، سنة 2017.