شنت الطائرات الحربية التركية، فجر اليوم الأحد، غارات على مواقع قالت إنها عسكرية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” و”حزب العمال الكردستاني” في شمال سورية والعراق.
وأعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إطلاق عملية “المخلب- السيف”، ضد “أوكار للإرهابيين شمالي سورية والعراق”.
وقال:”تم تحقيق إصابات مباشرة فيما يسمى مقرات لتنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي”.
وأكدت وزارة الدفاع التركية في بيان لها، أن “العملية تستند إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على الحق المشروع في الدفاع عن النفس”.
وأضافت أن الهدف من العملية، هو “ضمان أمن الحدود ومنع أي هجمات إرهابية تستهدف الشعب التركي والقوات الأمنية واجتثاث الإرهاب من جذوره”.
ونشرت وسائل إعلام تركية تسجيلاً قالت إنه لحظة إعطاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأوامر بتنفيذ العملية، خلال رحلة عودته من إندونيسيا إلى تركيا.
Cumhurbaşkanı Erdoğan, Pençe Kılıç Harekatı’nın emrini, Endonezya dönüşü uçakta verdi.
— Yeni Şafak (@yenisafak) November 20, 2022
كما نشرت الدفاع التركي تسجيلاً يظهر لحظة قصف الطائرات التركية.
Terör yuvaları tam isabet vuruşlarla yerle bir ediliyor! 🇹🇷 pic.twitter.com/9jiFRn0hej
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) November 19, 2022
أماكن الاستهداف
من جهتها قالت “قسد”، إن الضربات الجوية التركية استهدفت “مواقع عسكرية عدة تابعة لقوات الحكومة السورية في قزعلي بالريف الغربي لتل أبيض وتل رفعت وأبو راسين مما أدى لوقوع ضحايا”.
وقالت وكالة “هاوار” التابعة لـ”قسد”، إن الطائرات التركية قصفت عدة مناطق في مركز مدينة عين العرب وريفها، كما استهدفت تلة مشتنور في الطرف الجنوبي للمدينة.
إضافة إلى استهداف “حي كانيا كوردا وقرية حلنج في الريف الشرقي لكوباني”، و”قريتي بيلونية وشيخ عيسى في مقاطعة الشهباء وقلعة شوارغة في ناحية شرا بعفرين”.
كما استهدف القصف “صومعة ضهر العرب شمال شرق ناحية زركان في مقاطعة الحسكة، والمنطقة الواقعة بين قريتي كركندال وتقل بقل التابعة لمنطقة الكوجرات في ناحية ديرك”.
وأضافت أن القصف التركي أسفر عن مقتل 9 أشخاص، بينهم مراسل الوكالة عصام عبد الله وإصابة 3 آخرين.
من جانبها قالت وسائل إعلام النظام، إن القصف التركي “استهدف مقرات قسد في جبل كراتشوك في ريف مدينة المالكية وصوامع ظهر العرب على طريق الدرباسية – رأس العين بريف الحسكة والذي تتخذ منها الميليشيا مقراً لها”.
ونقلت وكالة “سانا” التابعة للنظام عن مصدر عسكري، تأكيده مقتل عدد من “العسكريين نتيجة الاعتداءات التركية على الأراضي السورية في ريف حلب الشمالي وريف الحسكة فجر هذا اليوم”.
“قسد” تحذر
وحذر قائد “قسد” مظلوم عبدي من حدوث “فاجعة كبرى”، جراء القصف التركي، وقال عبر حسابه في “تويتر” إن القصف التركي “سيتأثر الجميع بنتائجه”.
وأضاف ” كي لا تحدث فاجعة كبرى، ولكن إن صارت الحرب، سيتأثر الجميع بنتائجها، فالهجمات لن تكون محدودة في مناطقنا التي تتعرض الآن لقصف عدواني همجي”.
وأضاف أن “القصف على مناطقنا الآمنة يهدد المنطقة برمتها”، مشيراً إلى أن “هذا القصف ليس لصالح أي طرف”.
وتوقع عبدي، في تصريحات لقناة “روناهي”، استمرار الضربات التركية خلال الأيام المقبلة، مستبعداً حدوث “اجتياح بري”.
من جانبه اعتبر “مجلس سوريا الديمقراطية”، أن “ما يحصل في شمالي سورية لا يمكن ضبطه إن لم تتدخل أمريكا وموقف دولي حازم حول تصرفات تركيا في المنطقة”.
تحذير أمريكي
ويأتي القصف التركي بعد أسبوع من تفجير وقع في منطقة تقسم وسط إسطنبول، راح ضحيته ستة أشخاص وأكثر من 80 مصاباً.
واعتقلت السلطات التركية امرأة تدعى “أحلام البشير”، وقالت إنها نفت الهجوم، بعد تلقيها أوامر من شخصيات في “وحدات حماية الشعب” في كوباني(عين العرب).
وبعد إلقاء القبض على البشير، اعتقلت السلطات التركية العشرات من الأشخاص المرتبطين بها، وكان آخرهم شخصاً يدعى “عمار جركس” وأخيه “أحمد جركس”، بينما لا يزال مشتبه به آخر متواري عن الأنظار واسمه “بلال حسن”.
وقبل يومين، قال مسؤول تركي كبير لوكالة “رويترز”، إن بلاده تعتزم ملاحقة أهدافٍ في شمال سورية، بعد أن تكمل عملية ضد مسلحي “حزب العمال الكردستاني” في شمال العراق، على خلفية الانفجار المميت الذي هز إسطنبول.
وأضاف المسؤول أن التهديدات التي يشكلها مسلحو “الوحدات وقسد) أو تنظيم “الدولة الإسلامية” لتركيا غير مقبولة، مشيراً إلى أن أنقرة ستقضي على التهديدات على حدودها الجنوبية “بطريقة أو بأخرى”.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أصدرت تنبيهاً أمنياً عبر قنصليتها في أربيل، دعت فيه رعاياها بتجنب السفر إلى شمال سورية والعراق، في ظل احتمالية شن عمل تركي عسكري هناك.
وقالت القنصلية الأمريكية في أربيل في بيان، الجمعة الماضي، إنها “تراقب تقارير موثوقة ومفتوحة المصدر تتحدث عن احتمال شن تركيا عملاً عسكرياً في شمال سورية وشمال العراق في الأيام المقبلة”.
وأضاف البيان أن حكومة الولايات المتحدة تنصح وبشدة مواطنيها تجنب هذه المناطق، وخاصة الحدودية وتوخي الحذر في حال كانت هناك تجمعات أو احتجاجات كبيرة.