عارضت الولايات المتحدة الأمريكية، شن تركيا عملاً عسكرياً جديداً داخل الأراضي السورية، فيما دعت موسكو أنقرة إلى ضبط النفس.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إن بلاده “تعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سورية”.
وأضاف المتحدث، أن الولايات المتحدة حثت تركيا، على عدم القيام بمثل هذه العمليات.
وأشار إلى أن واشنطن متخوفة بشأن تأثير التصعيد على هدف محاربة “تنظيم الدولة” (داعش) وأبلغت أنقرة بذلك.
وجاء التعليق الأمريكي رداً على أسئلة وكالة “رويترز” عبر البريد الإلكتروني.
وسبق رد الخارجية الأمريكية، دعوة منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، بريت ماكغورك، التوقف عن زعزعة الاستقرار في شمالي سورية، واصفاً الوضع بـ “الصعب”.
بالمقابل، قال المبعوث الروسي الخاص إلى سورية، ألكسندر لا فرنيتيف، إننا “ندعو زملائنا الأتراك إلى ضبط النفس من أجل منع تصعيد التوتر وليس فقط في شمال وشمال شرق سورية بل في الأراضي السورية كلها”.
وحسب تصريحات لافرنيتيف في “الجولة 19” ضمن محادثات “أستانة” في العاصمة الكازاخية، فإن أنقرة لم تخبر موسكو قبل بدء عمليتها في سورية والعراق.
التصريحات الأمريكية والروسية جاءت بعد تلميح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى نية بلاده شن هجوم بري ضد مواقع انتشار “وحدات حماية الشعب” (YPG) على طول الحدود.
وتضمن تصريح أردوغان للصحفيين قبل يومين، أنه “من غير الوارد أن تقتصر (المخلب – السيف) على العملية الجوية، وسنتخذ القرار والخطوة بشأن حجم القوات البرية التي يجب أن تنضم للعملية”.
ألمانيا وفرنسا تطالبان بضبط النفس والرد بالمثل
من جهتها، ناشدت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، تركيا بـ”ضبط النفس”، مبدية قلقها إزاء الغارات، بحسب تصريحات وزيرة خارجيتها كاثرين كولونا، حسب موقع “فرانس 24“.
كما دعت الحكومة الألمانية أنقرة “، إلى رد “مناسب” على الهجمات التي تستهدفها، يتوافق مع القانون الدولي.
وأطلقت تركيا عمليتها العسكرية “المخلب – السيف” فجر الأحد الماضي، رداً على الهجوم الذي استهدف شارع الاستقلال في إسطنبول.
وكانت تركيا قد حملت مسؤولية التفجير لـ”وحدات حماية الشعب”، و”حزب العمال الكردستاني” (PKK)، لكن الأخير نفى ذلك في بيان نقلته وكالة “رويترز”.
وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أعلن أمس الاثنين “تحييد 184 إرهابياً، وتدمير 89 هدفاً، من بينها ملاجئ ومخابئ وكهوف وأنفاق ومستودعات تابعة للإرهابيين في المرحلة الأولى من العملية”.
وشارك في العملية ما يقارب 70 طائرة، إلى جانب طائرات مقاتلة ودعم طائرات بدون طيار.
فيما تحدثت “قسد” عن مقتل مدنيين خلال القصف التركي بينهم صحفي، إضافة إلى إصابات وقتلى من قوات النظام السوري، وهو ما أكده الأخير في بيان نشرته وزارة دفاعه.
وحتى الآن لا يعرف بالتحديد التوقيت المخصص للعملية الجوية التركية، فيما أشار بيان “الدفاع” إلى أنها ستتواصل، دون أن يحدد موعداً خاصاً لذلك.
وسبق وأن أطلقت تركيا عمليات عسكرية في سورية، أولها “درع الفرات” (2016)، ومن ثم “غصن الزيتون” (2018)، “نبع السلام” (2019)، و”درع الربيع”(2020).
وكانت العمليات الثلاث الأولى برية وجوية، بينما اقتصرت “درع الربيع” في محافظة إدلب على تنفيذ ضربات جوية فقط، واستهدفت بالتحديد مواقع انتشار قوات النظام السوري، وميليشياتٍ تابعة له.