حظيت التطورات المتسارعة في شمال شرقي سورية، بعد التصعيد التركي الأخير ضد “قوات سوريا الديمقراطية”، باهتمام وسائل الإعلام الأمريكية، التي حاولت بعضها الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإيقاف أي تحرك عسكري بري تركي في المنطقة.
وعلى الرغم من حالة “الترقب”، التي تحيط بالعملية التركية، وعما إذا كانت ستنفذُ برياً أم لا في وقتٍ قريب، بدأ قائد قوات “قسد”، مظلوم عبدي، بتجيير الإعلام الأمريكي وعقد لقاءات صحفية مع وسائل إعلام أمريكية كبرى، دعا فيها بايدن لحماية “الأكراد”.
وعقد عبدي أربع لقاءات مع صحف ومحطات أمريكية، وهي موقع “بولتيكو”، وقناة “فوكس نيوز”، وموقع “أكسيوس” وموقع “واشنطن بوست”.
وتضمنت لقاءات عبدي تحذيرات من “تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن الأكراد”، ومنح تركيا الضوء الأخضر لعملية عسكرية برية.
وفي مقابلة مع موقع “بولتيكو“، دعا عبدي الرئيس الأمريكي، إلى وقف الهجوم البري التركي الذي يلوح في الأفق، والذي اعتبره “سيدمر شمال سورية”، ويعطل القتال ضد ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية”
وقال إن “بايدن أكد خلال حملته الرئاسية أنه لن يخون الأكراد كما فعل الرئيس آنذاك دونالد ترامب عندما سحب القوات الأمريكية من شمال سورية في أكتوبر 2019، مما سمح لتركيا بشن عملية قاتلة أدت إلى نزوح 300 ألف شخص”.
وأضاف “نعتقد أنه من مسؤولية سياسية وإنسانية للإدارة والرئيس نفسه حماية المدن التي تحمي الأكراد، وعائلات 12 ألف شهيد ماتوا في القتال إلى جانب الجنود الأمريكيين ضد داعش في سورية”.
كما دعا “المستويات العليا في الحكومة الأمريكية”، إلى زيادة الضغط على أنقرة لإيقاف الهجوم، معتبراً أن التصريحات الأمريكية الحالية ليست كافية.
أما مقابلته مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، فقد أعلن فيها عبدي، تجميد العمليات المشتركة مع “التحالف الدولي” لقتال “داعش”.
وقال إن “قواته لن تكون قادرة بعد الآن على مساعدة الولايات المتحدة في محاربة داعش لأنها تواجه هجمات تركية”.
وإضافة إلى التذرع بقتال “داعش”، اعتبر قائد “قسد” أن الهجوم التركي “يمكن أن يضع ما يقرب من 1000 جندي أمريكي متمركزين في سورية في طريق الخطر”.
كما اعتبر حسب موقع “أكسيوس” الأمريكي، أن “على الولايات المتحدة وغيرها واجباً أخلاقياً للدفاع عن أسر أكثر من 12 ألف جندي قتلوا خلال قتال داعش”.
كما قال إن تركيا لا ترى أي معارضة قوية من اللاعبين الرئيسين، لشن العملية العسكرية.
وحذر عبدي، في مقابلة مع “واشنطن بوست”، بحدوث “موجات نزوج هائلة وأزمة إنسانية” إذا لم يعارض الحلفاء الغربيين العملية التركية.
ويأتي فيما سبق ضمن تحرك لوبي تابع لـ “وحدات حماية الشعب” (ypg) في واشنطن، للضغط على الإدارة الأمريكية.
وكان موقع “فورن لوبي” الأمريكي، ذكر، العام الماضي، إن الناشط السياسي الجمهوري، جيم دورنان سجل شركته “جيم دورنان للاستراتيجيات”، كوكيل لـ”وحدات حماية الشعب”، اعتباراً من 30 نيسان /أبريل العام الماضي.
و”الوحدات” هي العماد العسكري لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، وتُتهم بارتباطها المباشر بـ”حزب العمال الكردستاني” (pkk).
وأضاف الموقع، أن هذه الخطوة من شأنها أن “تساهم في زيادة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا حليفتها في الناتو”.
وأوضح حسب ما ترجم فريق “السورية.نت” أن شركة “دورنان” تم تسجيلها للضغط على “تعاون الولايات المتحدة / وحدات حماية الشعب فيما يتعلق بداعش”.
وكانت تركيا أطلقت قبل أيام عملية “المخلب- السيف” ضد “قسد” في شمالي لسورية، وشنت خلالها غارات جوية على مواقع لـ”قسد”.
في حين أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن القصف الجوي قد يتبعه تحرك بري في الدبابات، في تل رفعت وعين العرب.