حكومة الأسد توضح سبب أزمة المحروقات: لم يصل النفط منذ 57 يوماً
برر وزير النفط في حكومة الأسد، بسام طعمة، سبب أزمة المحروقات “الخانقة”، التي تعيشها مجدداً مناطق سيطرة النظام.
وأرجع طعمة، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، سبب الأزمة إلى تأخر وصول ناقلات النفط، ما اضطر الحكومة إلى اتخاذ إجراءات لتغطية الحاجات الأساسية فقط.
وقال طعمة مساء أمس، إن “أزمة المحروقات لم تكن وليدة اليوم، إنما هي منذ أكثر من 50 يوماً، لكن الحكومة تعمل على معالجتها بالاستفادة من المخزون الذي تم تجميعه خلال الفترة الماضية”.
وأضاف أن سبب الأزمة الجديدة، يعود إلى تأخر التوريدات النفطية إلى سورية، وهذ الأمر لم تكن الحكومة تتوقعه، حسب قوله.
مشيراً إلى أن “البحرية الأمريكية احتجزت إحدى النواقل السورية في اليونان لأشهر عديدة، ولم يفرج عنها إلا منذ بضعة أيام، وهي الآن في مصفاة بانياس، ولكن بسبب الأحوال الجوية السائدة لم يتم تفريغها إلى الآن، إضافة إلى إصابتها ببعض الأعطال نتيجة توقف بعض مضخات الهواء في أنظمة الربط”.
واعتبر وزير النفط، أن هناك تضخيم لموضوع وصول ناقلة واحدة، التي لا تحل الأزمة الحالية، كما أن الناقلات التي تصل هي صغيرة الحجم من مليون برميل وما دون، قائلاً إنها لا تكفي لاحتياجات خمسة أيام.
واعتبر أن أمور السيطرة على التوريدات النفطية صعبة كون 90% منها مستورد من الخارج، وبالتالي فإن التوريدات “خاضعة لاعتبارات دولية وخاضعة لظروف بيئية وظروف البحر، إضافة إلى مدى توفر القطع الأجنبي”.
من جانبه أكد وزير التجارة وحماية المستهلك في حكومة الأسد، عمرو سالم، أن أزمة الوقود الحاصلة هي نتيجة نقص في توريدات المشتقات النفطية. مشيراً إلى أنه منذ 57 يوماً لم يدخل النفط إلى سورية.
ونفى سالم، في حديث مع إذاعة “نينار إف إم” المحلية، وجود نية لدى الوزارة برفع أسعار المحروقات نتيجة الأزمة الحالية.
وتعاني مناطق سيطرة النظام أزمة محروقات قديمة، زادت حدتها خلال الأيام الـ 10 الأخيرة، حيث يجد المواطنون صعوبة في توفير البنزين والمازوت وغيرها من المشتقات النفطية، إلى جانب انعكاس ذلك على قطاع الكهرباء عبر زيادة ساعات التقنين.
إيران ترفع كميات النفط الموردة إلى حكومة الأسد
وأعلنت حكومة النظام جملة قرارات جديدة، خلال اليومين الماضيين، أبرزها تخفيض الكميات المخصصة من مادتي البنزين والمازوت للسيارات السياحية الحكومية بنسبة 40%.
واللافت أن ذات السيناريو يكاد يتكرر في كل عام، من خلال أزمة خانقة تعيشها مناطق النظام، وتصل إلى مرحلة متقدمة جداً، تُبرر بالعقوبات الغربية التي تُقيّد وصول نفط “الحليف الإيراني”، يعقبها وصول شحنات منه، لتبدأ وسائل إعلام النظام بالترويج لـ”إنفراج الأزمة”، وحل المشكلة “إلى غير رجعة”.
لكن ما أن تمر أسابيع أو أشهر قليلة، حتى تنحسر الموارد النفطية، وتبدأ أزمة جديدة تصل إلى مرحلة متقدمة جداً، لتبدأ الوعود بالحل، الذي يحمل عقب ذلك ذات السيناريو، من خلال وصول ناقلات نفط إيرانية، يتم التسويق لها إعلامياً وسياسياَ.