أعاد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي قبل أيام ترديد مصطلح لطالما كرره نظرائه خلال الأشهر الماضية، إذ قال إن “إسرائيل منعت تشكيل حزب الله 2 في سورية”، وإنها تواصل لمنع ترسيخ وجود إيران هناك.
ومنذ سنوات تشن إسرائيل ضربات جوية وصاروخية على مواقع عسكرية في سورية، وبينما تتبع سياسة في عدم التبني أو التعليق تشير وسائل إعلامها إلى أن الهدف هو نقاط الميليشيات الإيرانية ومناطق تخزين وتمرير الأسلحة.
في المقابل نادراً ما توضح إيران خسائر القصف الذي تتعرض لها في سورية، فيما تقول إن وجودها يقتصر على “الاستشاريين”، في رواية تنفيها التطورات الحاصلة على الأرض، منذ 2012.
وحتى الآن لا يوجد أي مسار زمني لهذه الضربات التي تندرج ضمن معركة يقودها الجيش الإسرائيلي، من أجل منع ترسيخ الوجود الإيراني في سورية.
“م ب م”
وتحمل هذه المعركة اسماً تقنياً هو “المعركة بين الحروب”، وتختصره بـ “م ب م”، ومن خلالها نفذت إسرائيل مئات العمليات السرية، وجزء منها كان علنياً ومن أبرزها الغارات الجوية المتكررة التي كانت شبه أسبوعية.
وتقول صحيفة “جيروزليم بوست” في تحليل لها نشر، اليوم الجمعة، إن المسار العام لحملة “الحرب بين الحروب” والمحاولة الواضحة لمنع ظهور “حزب الله 2 ” غير واضح.
وتضيف: “لإيران وكلاء في سورية، ونفوذ وأقامت قواعد تمكنها من نقل الأسلحة إلى هناك. كما أنها تستغل العراق لنفس الغرض – فلديها العديد من الميليشيات الموالية، والتي تسمى الحشد الشعبي”.
علاوة على ذلك، باتت إيران تشكل تهديداً على إسرائيل من خلال “الطائرات بدون طيار”، وفق الصحيفة، والتي استعرضت عدة حوادث من هذا النوع حصلت مؤخراً.
وأسقط التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة طائرات إيرانية مسيرة كانت متجهة إلى إسرائيل في وقت سابق من هذا العام.
كما استخدمت إيران طائرة مسيرة من “تشابهار” لاستهداف سفينة في خليج عمان الشهر الماضي، وكذلك تستخدم الجماعات التي تعمل بالوكالة في سورية لاستهداف القوات الأمريكية في الشرق.
واعتبر تحليل الصحيفة الإسرائيلية أن “هذا يعني أن الحملة لمنع نوع من حزب الله 2 تواجه معركة شاقة. ستواصل إيران محاولة تحريك القوات والتهديدات إلى سورية، وستستغل ضعف النظام السوري لنقل السلاح والوكلاء”.
وزاد “حزب الله” اللبناني قوته بشكل كبير في العقد ونصف العقد الماضيين. وهو الآن يتمتع بقبضة شبه خانقة على السياسة والاقتصاد اللبنانيين.
وتشير الصحيفة: “إنه قوي لدرجة أن مقارنته بحزب الله في 1999 أو 2005 لن تكون مقارنة عادلة”.
وتتابع: “لذلك أصبح حزب الله بالفعل حزب الله 2 ويرغب في تأسيس حزب الله 3 في سورية، بينما يهيئ حزب الله آخر في العراق واليمن”.
أين وصلت؟
وليس من الواضح ما هو الهدف النهائي لحملة “الحرب بين الحروب”، إذ يرى التحليل أنه و”بعد التورط في هذه الحاجة لوقف الترسيخ، ليس من الواضح إلى أين يذهب هذا أو ينتهي”، في إشارة إلى الحرب الخفية القائمة.
وسبق وأن أشار رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، اللواء تامير هايمان، في أكتوبر 2021، إلى فشل المحاولات الإيرانية في استنساخ تجربة “حزب الله” في الجنوب السوري، نتيجة الجهد الاستخباري للجهاز الذي يترأسه.
وقال هايمان: “حاول السوريون وحزب الله اللبناني إنشاء منظومة صواريخ مماثلة لتلك الموجودة في لبنان، تنطلق وسط سكان مدنيين في سورية”، حسب تعبيره. وأضاف: “ولكن بعد فترة من البحث والمراقبة وصلنا إلى فاعلية عالية في تحديد المواقع والصواريخ ووضع بنك أهداف لمهاجمتها”.
وأشار إلى أن “حزب الله” بدأ الانسحاب من منطقة الجولان السوري بعد فشل محاولته بناء “جنوب لبنان 2” هناك، تحت غطاء قوات الأسد، لجمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.