أعربت روسيا عن رفضها لأي عملية برية تركية في شمال سورية، معتبرة أنها “سابقة لأوانها” و”قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد”.
ومنذ أسابيع يهدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بشن عملية برية لتأمين 30 كيلومتراً على طول الحدود الشمالية من سورية، من “وحدات حماية الشعب”، التي تتهمها أنقرة بالارتباط بـ”حزب العمال الكردستاني”، المصنف على قوائم الإرهاب.
ويأتي الموقف الروسي الرافض، بينما تتردد تصريحات تركية بكثرة عن نية أنقرة فتح مسار لإعادة العلاقات مع النظام السوري، بشراكة ثلاثية، تكون روسيا جزءاً منها.
وقال مدير الدائرة الأوروبية الرابعة في وزارة الخارجية الروسية، يوري بليبسون، اليوم السبت: “فيما يتعلق بموضوع العملية العسكرية التي تخطط لها تركيا في الجمهورية العربية السورية، فإن هيئة الأركان العامة ووكالات المخابرات في البلدين على اتصال وثيق”.
وأضاف:”بشكل عام، نعتقد أن مثل هذه العملية سابقة لأوانها، ويمكن أن تؤدي إلى مزيد من تصعيد الموقف، وتثير المشاعر الانفصالية، وتفاقم المواجهة المسلحة”.
“نتعامل بفهم مع القضايا الحساسة لشركاء حماية حدود جنوب تركيا، ومع ذلك، فإننا ننطلق من ضرورة التقيد الصارم بمبادئ وحدة الأراضي والاستقلال وسيادة الدولة السورية”.
وتابع المسؤول الروسي في حوار مع وكالة “تاس” الروسية: “كما هو معروف، فإن الطريقة الوحيدة الفعالة لحل الأزمة في سورية، هي صيغة أستانة، التي انطلقت بفضل جهود روسيا وتركيا وإيران”.
وقبل أسبوع كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد دعا نظيره الروسي، فلاديمير بوتين الأحد إلى “العمل على إقامة حزام أمني بطول 30 كيلومتراً على الحدود التركية مع سورية”.
وجاء ذلك بعد ثلاثة أسابيع من إطلاق تركيا سلسلة ضربات جوية استهدفت مواقع لـ”حزب العمال الكردستاني” في العراق ولـ”قوات سوريا الديموقراطية”، وعلى رأسها “وحدات حماية الشعب” في شمال سورية.
وأكد أردوغان لنظيره الروسي، خلال اتصال هاتفي الأحد “ضرورة وأولوية تطهير الحدود السورية مع تركيا من القوات الكردية بعمق 30 كيلومتراً على الأقل في المرحلة الأولى، بموجب اتفاق سوتشي المبرم عام 2019”. وفق بيان صدر عن الرئاسة التركية.
وبحسب الكرملين، بحث المسؤولان “مشكلة” حل النزاع في سورية على أساس “استيفاء شروط” الاتفاق الروسي-التركي لعام 2019.